خالد العناني: إفريقيا ليست مهد الإنسانية فقط.. بل ذاكرة العالم وضميره
أكد الدكتور خالد العناني المدير العام لمنظمة اليونسكو المنتخب، بعد تعيينه راعيًا للتراث الإفريقي، أن إفريقيا ليست فقط مهد الإنسانية، بل هي قارة التنوع الثقافي والحضاري والروحي، مشيرًا إلى أنها تحمل في طياتها ذاكرة العالم وضميره، لكنها لم تحصل بعد على المكانة التي تستحقها على خريطة التراث العالمي.
التراث الإفريقي.. رصيد حي لبناء المستقبل
وأوضح العناني خلال تصريحات خاصة لموقع نيوز رووم ، أن رؤيته تنطلق من قناعة بأن التراث الإفريقي ليس مجرد ماضٍ نعتز به، بل هو رصيد حي للتنمية وبناء المستقبل، مشيرًا إلى أنه سيعمل على ثلاثة محاور رئيسية لتعزيز مكانة إفريقيا داخل منظومة اليونسكو.
رفع تمثيل المواقع الإفريقية ودعم القدرات المحلية
وأشار إلى أن أول هذه المحاور يتمثل في زيادة نسبة تمثيل المواقع الإفريقية في قائمة التراث العالمي، من خلال تقديم الدعم الفني واللوجستي للدول الإفريقية لإعداد ملفات ترشيح قوية ومتكاملة، بالإضافة إلى توفير الخبرات التدريبية اللازمة لمتخصصيها في مجالات التوثيق والحماية والإدارة المستدامة للمواقع.
كما أكد على أهمية تعزيز القدرات المحلية لحماية التراث عبر برامج لبناء القدرات الوطنية والإقليمية، وتطوير مراكز إقليمية للتراث في إفريقيا تعمل كأذرع تنفيذية لليونسكو، مع تشجيع الشراكات بين الدول الإفريقية لتبادل الخبرات في مجالات الحفظ والترميم.
التراث منبع للتنمية وفرص للشباب
وأضاف العناني أن رؤيته تشمل ربط التراث بالتنمية المستدامة، بحيث يصبح التراث الإفريقي جزءًا من اقتصاد المعرفة والسياحة الثقافية المستدامة، ما يساهم في خلق فرص عمل للشباب ودعم المجتمعات المحلية في الحفاظ على تراثها بوصفه مصدر فخر ومعيشة في الوقت نفسه.
العدالة الثقافية.. خطوة نحو المساواة العالمية
وأكد راعي التراث الإفريقي أن تصحيح التوازن بين الشمال والجنوب في قوائم التراث ليس مجرد هدف رمزي، بل هو خطوة أساسية نحو تحقيق العدالة الثقافية التي تمثل جوهر رسالة اليونسكو.
واختتم العناني حديثه قائلاً: "أرى إفريقيا ليست قارة تنتظر الدعم، بل قارة تمنح العالم رؤية جديدة جدا للتراث الإنساني المشترك، رؤية تنبض بالحياة وتؤمن بأن الهوية قوة دافعة للتقدم بقوة، لا عبئا على المستقبل."

