أسهم التكنولوجيا في عهد ترامب.. فرص كبيرة وأخطار مزدوجة

يشهد قطاع التكنولوجيا الأميركي تقلبات ملحوظة في ظل سياسات الإدارة الحالية بقيادة ترامب، التي تحمل تأثيرات مزدوجة على السوق، فمن جهة، توفر السياسات الحمائية ودعم التصنيع المحلي بعض الأمان التشغيلي للشركات الكبرى، لكنها في المقابل تفرض رسومًا إضافية على الرقائق المتقدمة والتقنيات الحساسة، مما يرفع تكاليف الإنتاج ويحد من فرص التوسع العالمي.

الشركات السبع الكبرى وتأثيرها على السوق

برزت في السنوات الأخيرة مجموعة تُعرف بـ"الشركات السبع الكبرى" أو "Magnificent Seven"، والتي تضم عادة: آبل، مايكروسوفت، جوجل، أمازون، ميتا، نفيديا، وتيسلا. 

هذه الشركات شكلت عماد أداء مؤشرات الأسهم الأميركية بسبب نمو أرباحها وتأثيرها الكبير على الاقتصاد الرقمي، وتمثل نسبة كبيرة من القيمة السوقية لمؤشري S&P وناسداك.

أداء السوق منذ تنصيب ترامب

شهدت الأسواق تقلبات حادة نتيجة سياسات تجارية جديدة وفرض رسوم على بعض الواردات، إضافة إلى تسريع بعض المشاريع الرقمية والبنى التحتية التكنولوجية. وقد أثارت هذه الإجراءات مخاوف قصيرة المدى لدى المستثمرين، خصوصًا في الشركات التي تعتمد على الصادرات وسلاسل التوريد العالمية. بالمقابل، استفادت بعض الشركات مثل نفيديا ومايكروسوفت من ارتفاع الطلب على وحدات معالجة الذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية، ما ساهم في تسجيل أرباح وارتفاعات متجددة في أسهمها.

تأثير السياسات على أرباح التكنولوجيا

تساهم السياسات الحمائية في تقليل المخاطر التشغيلية داخل الولايات المتحدة وتشجع الشركات الكبرى على الاستثمار في التصنيع المحلي ومراكز البيانات، ما يدعم النمو طويل الأجل. إلا أن القيود التجارية والرسوم الإضافية تؤثر على شركات تعتمد على الأسواق العالمية مثل آبل وتسلا، كما أن التوجهات التنظيمية تجاه القطاع الرقمي قد تؤثر على إيرادات الإعلانات الرقمية لشركات مثل ميتا وألفابت.

توقعات الأداء المستقبلي

يتوقع المحللون استمرار فصل الأداء بين الشركات:

الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية مثل نفيديا ومايكروسوفت وميتا لديها فرصة أكبر لمواصلة ارتفاعات قوية بدعم الطلب المتزايد.

الشركات التي تعتمد على سلاسل توريد عالمية أو الإنفاق الاستهلاكي قد تواجه تقلبات أو تباطؤًا في النمو.

العوامل الحاسمة لاستمرار الارتفاعات

يتوقف استمرار المكاسب في أسهم التكنولوجيا على ثلاثة عناصر رئيسية:

استمرار ربحية الشركات ودعم الطلب على الذكاء الاصطناعي والسحابة.

إدارة السياسات الحمائية بطريقة تقلل الضرر على سلاسل التوريد.

استقرار الاقتصاد الكلي لتجنب صدمات مفاجئة مثل رفع الفائدة أو ركود محتمل.