غضب قياسي في ألمانيا.. استطلاع: 66% يرفضون حكومة ميرتس
                            كشف استطلاع جديد أجراه معهد INSA، لعلم الاجتماع عن تصاعد غير مسبوق في استياء الألمان من أداء الحكومة الاتحادية بقيادة المستشار فريدريش ميرتس، وفقًا لما أوردته صحيفة بيلد الألمانية نقلاً عن وكالة تاس.
استطلاع: 66% من الألمان غير راضين عن حكومة ميرتس
وأظهر الاستطلاع أن نسبة عدم الرضا بلغت 66%، وهي الأعلى منذ تولي ميرتس منصبه، مما يعكس تراجعًا واضحًا في ثقة المواطنين بالحكومة الائتلافية.

استياء قياسي في ألمانيا من حكومة ميرتس
وطبقًا للنتائج، فقد ارتفعت نسبة المستائين بـ3 نقاط مئوية مقارنة باستطلاع سابق أجري في 10 أكتوبر الجاري، مما يشير إلى تدهور سريع في المزاج الشعبي خلال فترة قصيرة.
وفي المقابل، أعرب 25% فقط من المشاركين عن رضاهم عن أداء الحكومة، بينما ظل 9% في حالة تردد أو عدم يقين بشأن تقييمهم للوضع السياسي الحالي.
تراجع ثقة الألمان في المستشار فريدريش ميرتس إلى أدنى مستوياتها
ولكن فيما يتعلق بالمستشار فريدريش ميرتس شخصيًا، فقد أظهر الاستطلاع تراجعًا كبيرًا في شعبيته وثقة الناخبين به؛ إذ قال 62% من الألمان إنهم غير راضين عن أدائه، في حين اكتفى 26% فقط بالتعبير عن رضاهم، وامتنع 12% عن الإجابة أو لم يكونوا قادرين على التقييم، وينظر إلى هذه الأرقام على أنها تحذير سياسي خطير لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي يقود الحكومة الحالية.
49% من الألمان يتوقعون انهيار الائتلاف الحاكم قبل 2029
وأفاد الاستطلاع أيضًا أن نصف الألمان تقريبًا 49% يتوقعون انهيار الائتلاف الحاكم قبل انتهاء ولايته الدستورية في عام 2029، بينما يرى 32% فقط أن الحكومة ستستمر حتى نهاية الفصل التشريعي، فيما لم يتمكن 19% من المشاركين من تحديد موقف واضح، ويعكس هذا الانقسام المتزايد تراجع ثقة الشارع الألماني في استقرار الحكومة وقدرتها على إدارة الأزمات.
تصريحات ميرتس حول الهجرة تفاقم الغضب الشعبي
وقال هيرمان بينكرت، مدير معهد INSA، في تعليقه على النتائج، إن تصريحات ميرتس الأخيرة حول أن "قضايا الهجرة أصبحت تشكل وجه المدن الألمانية" كانت من أكثر العوامل التي أثارت الجدل الشعبي.

الألمان يفقدون الثقة في الائتلاف الأسود–الأحمر بقيادة ميرتس
وأضاف أن غالبية الألمان غير راضين عن أداء الائتلاف الأسود–الأحمر، الذي يضم كلاً من الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي إلى جانب الحزب الديمقراطي الاجتماعي، معتبرين أن سياساتهم لا تعكس أولويات المواطنين الحقيقية.
بينكرت: تصريحات ميرتس حول الهجرة أثارت انتقادات واسعة
وأشار بينكرت إلى أن تصريحات ميرتس حول الهجرة أثارت انتقادات واسعة واعتبرت من قبل الكثيرين عنصرية وتمييزية، وهو ما زاد من تآكل الثقة بالحكومة.
كما يرى أن الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الاتحاد الاجتماعي المسيحي والحزب الديمقراطي الاجتماعي أصبحا منفصلين عن هموم الناس اليومية، حتى عن أولئك الذين كانوا يشكلون سابقًا القاعدة الانتخابية المخلصة لهما.
ويعتقد خبراء سياسيون أن هذه المؤشرات تعكس أزمة ثقة متفاقمة في الحياة السياسية الألمانية، خاصة مع تصاعد الخلافات داخل الائتلاف الحاكم حول ملفات حساسة مثل سياسات الهجرة والطاقة والاقتصاد، كما أن تزايد الضغوط المعيشية وارتفاع تكاليف الحياة جعلا المواطنين أكثر انتقادًا للقرارات الحكومية، التي يرونها بعيدة عن الواقع ولا تقدم حلولاً ملموسة.

حكومة ميرتس تحاول إعادة كسب ثقة المواطنين
في المقابل، تحاول حكومة ميرتس إعادة كسب ثقة المواطنين من خلال وعود بإصلاحات اقتصادية وتخفيف أعباء الضرائب، إلا أن المحللين والخبراء يشككون في قدرة هذه الخطوات على قلب المزاج العام في المدى القريب.
ومع استمرار تراجع التأييد الشعبي، قد يجد الائتلاف الحاكم نفسه أمام تحدي وجودي خلال السنوات المقبلة، إذا لم يتمكن من معالجة القضايا الجوهرية التي تهم المواطن الألماني.
                


