ترامب طالب بالإفراج عنه.. من هو الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي؟
صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه سيتخذ قريبًا قرارًا بشأن إمكانية الدفع باتجاه إطلاق سراح الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي، المسجون في إسرائيل منذ عام 2002.
وأوضح ترامب في حوار مع مجلة التايم الأمريكية، أنه لم يحسم بعد رؤيته لمستقبل القيادة الفلسطينية في غزة بعد الحرب، قائلًا: “كنت دائمًا على وفاق مع محمود عباس، وجدته معقولًا، لكنه على الأرجح ليس كذلك الآن”، مضيفًا أن أن الفلسطينيين لا يملكون زعيمًا حقيقيًا في الوقت الراهن.
سلط هذا التصريح المفاجئ سلط الضوء مجددًا على اسم مروان البرغوثي، الذي يعرف بلقب "مانديلا الفلسطيني"، نظرًا لدوره البارز في حركة فتح ونفوذه الشعبي داخل الأراضي الفلسطينية.

من هو مروان البرغوثي؟
يعد مروان البرغوثي من مواليد 6 يونيو 1959 بقرية كوبر في الضفة الغربية، وهو واحد من سبعة أبناء لعامل يدوي. عندما كان في الثامنة من عمره، شهد بداية الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية عقب حرب عام 1967، وهو الحدث الذي شكل وعيه السياسي المبكر.
انضم مروان البرغوثي في سن صغيرة إلى حركة فتح بقيادة ياسر عرفات، التي كانت آنذاك حركة سرية مسلحة تقاوم الاحتلال الإسرائيلي. وفي سن الثامنة عشرة، اعتُقل للمرة الأولى وتعرض للتعذيب على أيدي المحققين الإسرائيليين.
بعد إطلاق سراحه عام 1983، التحق بجامعة بيرزيت لدراسة التاريخ والعلوم السياسية، وأصبح من أبرز القادة الطلابيين فيها، وبسبب نشاطه السياسي، اعتقل مرات عدة قبل أن تبعده إسرائيل إلى الأردن عام 1987، قبيل اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
وخلال سنوات المنفى، ركز البرغوثي على حشد الدعم الدولي للانتفاضة، حتى عاد إلى الضفة الغربية عام 1993 بموجب اتفاقيات أوسلو.
من رفيق عرفات إلى قائد الانتفاضة الثانية
بعد عودته عام 1994، أصبح البرغوثي أحد المقربين من ياسر عرفات، وبرز كأحد القيادات الشابة المؤثرة في حركة فتح. ومع تعثر عملية السلام واستمرار الاستيطان، تزايدت خيبة الأمل بين الفلسطينيين، وبدأ البرغوثي في الدعوة إلى "مقاومة الاحتلال على الأرض".
ومع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، تحول البرغوثي إلى أحد أبرز وجوهها السياسية والعسكرية، واتهمته إسرائيل بالمسؤولية عن تنسيق عمليات نفذتها كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح.
في عام 2002، وبعد سلسلة من محاولات الاغتيال، اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اجتياح الضفة الغربية، وحوكم بتهمة التخطيط لهجمات أدت إلى مقتل خمسة إسرائيليين، وحُكم عليه بالسجن خمسة مؤبدات وأربعين عامًا إضافية.

مروان البرغوثي.. الأسير الذي تخشاه إسرائيل
منذ اعتقاله، ينظر إلى البرغوثي كرمز للوحدة الفلسطينية، وبعد وفاة ياسر عرفات عام 2004، اعتبره كثيرون الوريث الطبيعي لقيادته، رغم وجوده خلف القضبان.
يقضي البرغوثي حكمه في سجون إسرائيلية شديدة الحراسة، وتعرض لفترات طويلة من الحبس الانفرادي، إحداها استمرت ثلاث سنوات متواصلة.
حصول مروان البرغوثي على دكتوراة العلوم السياسية من جامعة القاهرة رغم الاعتقال في سجون الاحتلال
ورغم ذلك، واصل نشاطه الفكري، حيث حصل عام 2010 على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة القاهرة، بعد أن هرب محاميه أطروحته صفحة بصفحة من السجن.
وفي عام 2017، قاد إضرابًا جماعيًا عن الطعام شمل أكثر من ألف أسير فلسطيني، احتجاجًا على انتهاكات سلطات سجون الاحتلال الإسرائيلي، لكن ظروف اعتقاله تدهورت بشدة منذ هجوم 7 أكتوبر 2023، حيث جرى تقليص حصص الطعام والماء المخصصة له، مما أدى إلى خسارته نحو عشرة كيلوجرامات من وزنه.
وفي أغسطس 2025، ظهر مقطع فيديو لوزير الأمن القومي الإسرائيلي واليميني المتطرف إيتمار بن غفير وهو يهدد البرغوثي داخل زنزانته، قبل أن يتم نقله في سبتمبر إلى سجن آخر عقب تعرضه للضرب المبرح وفقدانه الوعي على أيدي حراس السجن.



