الفصائل الفلسطينية في القاهرة.. ماذا يحدث خلف الكواليس؟
توصلت الفصائل الفلسطينية المجتمعة في العاصمة القاهرة، إلى توافقات جديدة حول مستقبل قطاع غزة، تضمنت حزمة من الخطوات السياسية والإدارية أبرزها تشكيل لجنة فلسطينية مؤقتة من المستقلين لإدارة شؤون القطاع، والمطالبة بقرار من مجلس الأمن لنشر قوات أممية مؤقتة تشرف على مراقبة وقف إطلاق النار.
وجاء في البيان الختامي الصادر عن الفصائل أن المجتمعين أكدوا دعمهم الكامل لاستمرار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بما يشمل انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة ورفع الحصار المفروض عليه بصورة شاملة، وفتح جميع المعابر، وفي مقدمتها معبر رفح، لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والطبية، والشروع في عملية إعادة إعمار شاملة تعيد الحياة الطبيعية إلى غزة وتنهي معاناة سكانها.

تسليم إدارة قطاع غزة إلى لجنة مؤقتة تكنوقراط
وأوضح البيان أن اللجنة المؤقتة التي سيجري تشكيلها من شخصيات مستقلة وتكنوقراطية من أبناء القطاع، ستتولى إدارة الملفات المدنية والخدمية بالتنسيق مع عدد من الدول العربية والمؤسسات الدولية، على أساس من الشفافية والمساءلة الوطنية، فضلًا عن إنشاء لجنة دولية للإشراف على تمويل وتنفيذ عملية إعادة الإعمار لضمان توجيه الموارد بالشكل الأمثل.
وشدد البيان على أهمية استصدار قرار أممي يسمح بنشر قوات أممية مؤقتة في غزة، تكون مهمتها مراقبة وقف إطلاق النار وحفظ الأمن والاستقرار داخل القطاع.
وأكدت الفصائل أن المرحلة الحالية تتطلب موقفاً وطنياً موحداً، ورؤية سياسية تقوم على وحدة الصف والكلمة والمصير، ورفض جميع أشكال الضم أو التهجير في غزة والضفة الغربية والقدس، معتبرة أن الوحدة الوطنية هي الرد العملي على هذه السياسات.
ودعت الفصائل إلى عقد اجتماع وطني عاجل يضم جميع القوى الفلسطينية للاتفاق على استراتيجية شاملة وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
كما وجه المجتمعون الشكر لجمهورية مصر العربية على دورها الكبير في دعم القضية الفلسطينية ورعاية الحوار الوطني.

مصادر دبلوماسية: القاهرة شددت على أن ملف إدارة غزة لا يحتمل أي تأجيل
أكدت المصادرالدبلوماسية الفلسطينية لـ"BBC"، أن القاهرة شددت على أن ملف إدارة قطاع غزة لا يحتمل أي تأجيل، مؤكدة سعيها الحثيث لتقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية بشأن شكل الإدارة المؤقتة للقطاع.
وأضافت أن حركة حماس أبدت مرونة ملموسة خلال المداولات الأخيرة، وأن توافقاً مبدئياً تحقق حول نحو 15 شخصية من التكنوقراط لتولي إدارة القطاع مؤقتاً، رغم استمرار بعض التحفظات من جانب حركتي فتح وحماس والرئيس الفلسطيني محمود عباس على عدد من الأسماء.
كما أفادت المصادر بأن المباحثات شهدت تقدماً واضحاً في مناقشة الإصلاحات السياسية والهيكلية داخل مؤسسات السلطة الفلسطينية، إلى جانب بحث مستقبل حركة حماس وإمكانية تحولها إلى كيان سياسي مدني في المرحلة المقبلة. وبيّنت أن ممثلي السلطة الفلسطينية طالبوا بأن تكون اللجنة الإدارية المؤقتة تابعة لرئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى لضمان وحدة المرجعية السياسية.
حماس: ملتزمون بجميع تعهدات اتفاق غزة
من جانبه، قال حسام بدران،عضو المكتب السياسي لحركة حماس، في مقابلة مع قناة "القاهرة الإخبارية"، إن الحركة ملتزمة بجميع تعهداتها في إطار الاتفاق المبرم الذي تم التوقيع عليه في مدينة شرم الشيخ.
وأضاف بدران أن الهدف الأساسي من الاتفاق هو وقف إطلاق النار ووقف المجزرة بحق الشعب الفلسطيني، مؤكداً حرص الحركة على عدم العودة إلى المربع السابق، ومشدداً على أن الحوار الجاري في القاهرة يهدف إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي وتثبيت وقف إطلاق النار بصورة دائمة.
وبينما تستمر المشاورات خلف الأبواب المغلقة، تشير مصادر مطلعة إلى أن الأيام المقبلة قد تشهد الإعلان عن التشكيلة النهائية للجنة المؤقتة، في خطوة تمهد لمرحلة جديدة من إدارة غزة تحت إشراف وطني مدعوم إقليمياً ودولياً.



