خبير أمني: مصر تتحرك بثلاثة مسارات متوازية لإدارة الأزمة الفلسطينية
أكد اللواء وائل ربيع، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة والخبير في الأمن القومي، أن الدور المصري في إدارة الأزمة الفلسطينية الحالية يتميز بالسرعة والفاعلية، حيث تتحرك القاهرة على ثلاثة مستويات متوازية لتثبيت وقف إطلاق النار، وتوحيد الصف الفلسطيني، وإعادة الاستقرار للمنطقة.
أوضح اللواء ربيع، في مداخلة هاتفية لبرنامج "ستوديو Extra" على قناة "إكسترا نيوز"، أن الجهود المصرية تتضمن مستوى رئاسيًا، تمثل في مباحثات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته لبلجيكا، ومستوى أمنيًا واستخباراتيًا بقيادة السيد اللواء حسن رشاد، رئيس المخابرات العامة، الذي عقد سلسلة من اللقاءات المكثفة مع كافة الفصائل الفلسطينية، بالإضافة إلى مستوى إنساني عبر استمرار تدفق قوافل المساعدات إلى قطاع غزة.
وأشار اللواء ربيع إلى أن التحركات السريعة لجهاز المخابرات العامة ولقاءاته مع قيادات الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حركتي فتح وحماس، تمثل نقطة قوة بالغة الأهمية رغم صعوبتها، حيث تهدف إلى خلق "موقف فلسطيني موحد" يمكنه الدخول في مفاوضات جادة، وهو ما يسحب الذريعة التي تستخدمها إسرائيل دائمًا والمتمثلة في الانقسام الفلسطيني.
وأضاف أن هذه الجهود المصرية تزامنت مع ضغط دولي كبير، لا سيما من الجانب الأمريكي، الذي أصبح أكثر وضوحًا في مطالبته بوقف التصعيد.
وقال: "رد فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتهديده بوقف الدعم عن إسرائيل حال ضم الضفة، وزيارات مسؤوليه المتتالية للمنطقة، كلها عوامل ضغط تزامنت مع التحرك المصري، مما يعكس نجاح القاهرة في إدارة الملف على الساحة الدولية".
واختتم اللواء وائل ربيع تصريحاته بالتأكيد على أن استقرار الأمن الإقليمي والعربي مرتبط ارتباطًا وثيقًا بحل القضية الفلسطينية، وهو ما يفسر الجهود المصرية "غير العادية" لتوحيد الصف الفلسطيني، باعتباره المفتاح الأساسي للتوصل إلى اتفاق يضمن قيام دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
