الاستثمار في الزراعة الذكية والحبوب فرص ذهبية لصغار المستثمرين
يشهد قطاع الحبوب والحاصلات الزراعية في مصر طفرة في الاهتمام الاستثماري، مدفوعًا بتوجه الدولة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية وتشجيع الاعتماد على الزراعة الحديثة والتكنولوجيا الذكية لزيادة الإنتاجية وتقليل الفاقد، ويُعد هذا القطاع من الفرص الواعدة لصغار المستثمرين الباحثين عن مجالات مستقرة وعوائد مستدامة.
يقول أسامة الرفاعي، عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بالجيزة، إن الاستثمار في الزراعة لا يتطلب رأس مال ضخم بقدر ما يحتاج إلى خطة مدروسة ورؤية واضحة، تبدأ من اختيار المحصول المناسب، وتوفير عناصر الإنتاج الأساسية مثل الأرض الخصبة، ومصادر المياه، والبذور الجيدة، والأسمدة المتوازنة.
ويضيف أن التخزين الجيد للمحاصيل يمثل عنصرًا حاسمًا في تحقيق الأرباح، إذ يؤدي أي خلل في عمليات التخزين أو النقل إلى خسائر مباشرة، كما أن التسويق الذكي وربط الإنتاج بالطلب الحقيقي في السوق أصبح من العوامل الفارقة بين النجاح والفشل في هذا المجال.
ويؤكد الرفاعي أن من أفضل الاستراتيجيات للمبتدئين البدء بمشروعات صغيرة الحجم لاكتساب الخبرة وتقليل المخاطر، مشيرًا إلى أن السوق المصري يفتح الباب أمام أنشطة متنوعة مثل الزراعة الذكية باستخدام التكنولوجيا، والبيوت المحمية، وزراعة النباتات الطبية والعطرية ذات العائد المرتفع، إلى جانب الصناعات المكملة مثل التعبئة والتغليف وصناعة الأعلاف والأسمدة.
وأوضح أن الدولة توفر دعمًا مباشرًا لعدد من المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والأرز، في إطار خطط تحقيق الأمن الغذائي، مؤكدًا أن هذا الدعم يمثل فرصة للمستثمرين المحليين لتعزيز مشاركتهم في المنظومة الزراعية الوطنية.
ويختتم الرفاعي حديثه بالتأكيد على أن النجاح في هذا القطاع لا يتحقق بالصدفة، بل يعتمد على دراسة السوق، وإدارة المخاطر، وضمان كفاءة سلاسل الإمداد، وتطبيق نظم تسويق فعالة، لافتًا إلى أن الزراعة باتت اليوم قطاعًا استثماريًا متطورًا يمكن أن يحقق عوائد مجزية لمن يملك الرؤية والالتزام.