رفعت الأنصاري يكشف كيف يقوم الموساد الإسرائيلي بتجنيد عملاؤه.. وما هي خطواته؟
في لقاء عبر موقع نيوز رووم بـ “برنامج إنذار مع نذار” الذي يقدمه الدكتور نزار السيسي، قدم السفير رفعت الأنصاري مساعد وزير الخارجية الأسبق والعضو الدبلوماسي في سفارة مصر بتل أبيب، قراءة مهنية ومباشرة لطرق عمل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، لا سيما جهاز الموساد، وآليات تجنيد العملاء وطرق التعامل مع الحالات المعقدة مثل قضية رفعت الجمال المعروف برأفت الهجان.
وقال رالسفير فعت الأنصاري: إن عمل الموساد يقوم على فرز دقيق للأهداف قبل أي خطوة ميدانية، أولاً يحددون الهدف حسب المنصب والموقع، وزارات، دفاع، رئاسة، مخابرات، ثم يبحثون عن نقاط الضعف الشخصية: حاجة إلى المال، إدمان، ميول جنسية، شعور بالظلم، أو اختلافات إيديولوجية. الشاب الصغير في السن غالبًا ما يقع في دائرة الاهتمام لأنه أسهل في التطويع ويملك حماسًا ورغبة في تحقيق مكاسب سريعة.
رفعت الأنصاري يوضح طرق عمل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد”
وأضاف رفعت الأنصاري، أن عملية التجنيد في الموساد ليست مباشرة دائماً فهناك من يقدم الهدف (مقدم) عادةً من نفس جنسية الهدف، ثم يتولى «الفراز» جمع ملف مفصل عنه. المشغل هو الذي يباشر خطوات التجنيد الفعلية: تدريب، اختبارات، ووسائل ضغط إذا لزم الأمر. وفي حال رفض الهدف، قد تستخدم أجهزة الاستخبارات إجراءات تصعيد قد تصل إلى إقصاء الهدف أو، في حالات نادرة، إلى تصفية.

كما تناول أمثلة تاريخية لأساليب مختلفة استخدمتها الاستخبارات الإسرائيلية من التجنيد المباشر إلى الاغتيال والتسميم والتفجير، وذكر حالات من ملفات معروفة تُظهر تنوع الوسائل قائلًا: «في بعض القضايا دخلوا بشكل مباشر وعرضوا مغريات مادية واجتماعية لتجنيد علماء أو عناصر حساسة، وفي حالات أخرى لجأوا إلى أساليب اغتيال دقيقة كالعبوات المفخخة، السمّ في الطعام، أو الرصاص المصنّع لاستخدامه في عمليات اغتيال بدقة».
وتابع رفعت الأنصاري: «هناك فرق بين الذين اكتشفوا وعرض عليهم أن يعملوا لصالح الجهاز (عميل مزدوج) وبين من كان مخابراتيًّا من البداية. قصة رفعت الجمال تُروى بأوجه عدة لدى الإسرائيليين أنفسهم؛ هم يقولون إنه اكتُشف ثم وافق على التعاون فصار عميلًا مزدوجًا وهذه رواية سيتم تناولها بالتفصيل في حلقات وتحليلات مستقلة».
اقرأ أيضًا.. رفعت الأنصاري: قضية أشرف مروان لغز استخباراتي لا يزال بلا حل
ونوّه السفير إلى أن الجهازين يختلفان في الاختصاص: «الموساد يختص بالتجسس الخارجي، أما مكافحة التجسس فليست بالموساد عادةً بل أجهزة أخرى. لذلك، يجب التمييز بين من يجند ومن يلاحق أو يكشف العملاء».
وأكد رفعت الأنصاري علي أهمية الوعي بخطورة أساليب التجنيد والابتزاز، ودعا الحكومات والمؤسسات إلى حماية العناصر العاملة في المواقع الحساسة عبر برامج توعية ودعم اجتماعي ونفسي، فضلاً عن إجراءات أمنية صارمة تقلل نقاط الضعف التي يستغلها جهاز يُجيد صناعة الملفات البشرية.


