هل التوسل بالنبي والصالحين يعد شركا؟.. وكيل أوقاف البحيرة يرد بالدليل

هل التوسل بالنبي والصالحين يعد شركا؟، سؤال أجابه الدكتور سامي العسالة وكيل مديرية الأوقاف بالبحيرة.
التوسل بالنبي والصالحين
وقال «العسالة» إن مشروعية الوسيلة ثابتة في القرآن الكريم في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَ"، نجد أن الله أمر بالتوسل كوسيلة للوصول إليه، لكن مع هذا نجد من يجيزونها في الحي ونقول لهم لقد وقعتم الشرك، لأنكم قلتم عن الميت لا ينفع ولا يضر وجعلوا الحي ينفع ويضر.
وتابع: «نحن عندنا لا الحي ولا الميت ينفع ويضر بذاتهم أو بأنفسهم، حيث النافع والضار هو الله سبحانه وتعالى، مستدلا بالحديث الصحيح عن سيدنا عمر لما قال كنا نتوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء والآن نتوسل بعم رسول الله.
أجازوا التوسل بالحي وهو كارثة كبيرة
وأوضح وكيل أوقاف البحيرة أنهم قالوا في الحديث أن توسل عمر بالعباس رضي الله عنهما بأن العباس حي، فنقول لهم: هل تعتقدون بأن العباس أفضل من رسول الله لأن العباس حي والنبي منتقل إلى جوار ربه؟!، مبينا أن الحديث عن صلاة الاستسقاء بما لها من طقوس معينة وخروج إلى الصحراء ووجود المتوسل به فهل كان عليهم أن يخرجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من روضته، لذا كان أخذ أقرب الأقربين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مشددا أن هذا لا ينفي حقيقة التوسل برسول الله.
حديث الأعمى وجواز التوسل بالنبي
ومن السنة قال: نأتي لهم بالمصدر الثاني من التشريع حيث حديث الأعمى وهو حديث صحيح عن سيدنا عثمان بن حنيف أنه قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جمع من أصحابه حيث جاءوه برجل ضرير يشكو ذهاب بصره، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اذهب إلى الميضاء وتوضى وصلي ركعتين، وقل في سجودك: «اللهم إني أتوسل إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم، نبي الرحمة يا محمد إني أتوسل بك إلى ربي أن يجلى لي عن بصري». ففعل ذلك. فسيدنا عثمان بن حنيف بيقول والله ما تفرقنا ولا طال بين الحديث حتى خرج علينا هذا الرجل الضرير وكأنه لم يكن به ضر.
وأكمل العسالة: «هم سيقولون هذا لأن النبي موجود مثل الذين يقولون «لا تقربوا الصلاة»، فنوضح لهم أن الحديث له بقية أيضًا عن سيدنا عثمان بن حنيف بعد مرور سنوات وفي عهد سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه فكان رجل به عند الخليفة حاجة وكلما ذهب منعه الحاجب فأمره كما في حديث الأعمى وزد بأن تسمي حاجتك.
وأكمل:«لقي عثمان الرجل بعدها فسأل عما حدث معه فأخبره بأنه لولا حديثه مع الخليفة فما قضيت حاجته ظنا أنه تحدث مع الخليفة، فأخبره أنه لم يحدثه وأن هذا دعاء النبي للضرير، فدل الحديث على جواز التوسل بالنبي في قضاء الحاجة في حياته وبعد انتقاله».
وبين أنه من المعقول أيضاً أن نأخذ بعين الاعتبار أن التوسل بالنبي يعد وسيلة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، شريطة أن يبقى النفع والضر مستندين إلى قدرة الله وحده وليس إلى ذات الشخص المتوسل به، فيوم القيامة لا توجد أسباب مادية كما في الدنيا، بل يصبح الأمر متعلقاً مباشرةً بالله رب العالمين.
واختتم بالقول: يبقى السؤال موجها إلى من يُنكرون التوسل بالنبي في الدنيا: إذا كنتم تمنعون التوسل به الآن فلماذا تستشفعون به يوم القيامة؟