عاجل

بالصور والفيديوهات والخرائط.. كيف سُرق متحف اللوفر؟

متحف اللوفر
متحف اللوفر

شهد متحف اللوفر الفرنسي، الأكثر زيارة في العالم، عملية سطو لمجوهراته في وضح النهار المتحف، أمس الأحد، وسط غموض حول هوية السارقين رغم تصوريهم.

وفي السطور التالية، نستعرض تفاصيل عملية سرقة اللوفر، التي تمت في 7 دقائق فقط، والتي تعتبر أول سرقة من متحف اللوفر منذ عام 1998، عندما سُرقت لوحة لكاميل كورو، والتي لم يتم استعادتها حتى يومنا هذا.

كيف تمكن اللصوص من الدخول؟

في عملية سطو احترافية، أوقف أربعة لصوص يرتدون أقنعة وجه وسترات صفراء أمام متحف اللوفر، على طريق على ضفة نهر السين، في حوالي الساعة 9:30 صباحًا.

 وبعد نصف ساعة من بدء دخول الزوار من واجهة المتحف، تمركز اللصوص في الجانب الجنوبي من المبنى واستخدموا سلمًا قابلًا للتمديد مثبتًا على سيارة للوصول إلى نافذة شرفة الطابق الثاني، وتمكن اثنان من اللصوص من اقتحام المتحف عبر النافذة باستخدام آلة طحن زاوية وأدوات كهربائية أخرى، وتمكنوا من الوصول إلى معرض أبولو بالمتحف.

يضم معرض أبولو مجموعة فرنسا التاريخية من جواهر التاج، وقد بُني عام ١٦٦١ على يد لويس الرابع عشر، وُجدت القطع التي استهدفها اللصوص في منتصف المعرض، ليقوموا بعد ذلك بتحطيم عروض الزجاج والاستيلاء على المجوهرات.

ماذا سُرق وماذا بقي؟

وقال مسؤولون إن ثماني قطع سُرقت:

  • سرقوا تاجًا من طقم الملكة ماري أميلي والملكة هورتنس، مصنوعًا من ياقوت سيريلانكي وألماس، يبلغ ارتفاعه 6.2 سم وعرضه 10.7 سم، وارتدته الملكة هورتنس، ابنة جوزفين دو بوهارنيه، ثم ماري أميلي زوجة لويس فيليب.
  • أخذوا أيضًا عقدًا وزوجًا من الأقراط من طقم الياقوت الملكي، الذي عرض في سبتمبر 2024 بمعرض أبولو، والذي ظل ملكًا لعائلة أورليان حتى عام 1985، ويعتقد أن الإمبراطورة جوزفين هي من أورثته لابنتها هورتنس.
  • واستولوا على عقد وزوج من الأقراط الزمردية من طقم مجوهرات ماري لويز، زوجة نابليون الثانية، التي أُهديت إليها في مارس 1810، ويحتوي العقد على 32 زمردًا و1138 ماسة، وصنع بواسطة الصائغ فرانسوا ريغنولت نيتوت.
  • واختطفوا "بروش الضريح" المكون من 94 ماسة، والذي كان ملكًا للإمبراطورة أوجيني، ويضم زهرة ماسات مركزية محاطة بتاجين فاخرين من طراز "مازاران" استخدمهما لويس الرابع عشر.
  • وجدوا تاج الإمبراطورة أوجيني لاحقًا متضررًا قرب المتحف، مرصعًا بـ1354 ماسة و1136 وردة و56 زمردًا، صنع عام 1855 من قبل الصائغ ألكسندر غابرييل ليمونييه، وتخلى اللصوص عن هذا التاج، رمز "روعة الإمبراطورية الثانية".

ماذا حدث بعد السرقة؟

مع انطلاق صفارات الإنذار في المتحف، نبهت الحراس، فغادر اللصوص المكان بسرعة على متن دراجات نارية، تاركين وراءهم بعض المعدات المستخدمة في العملية. حاولت العصابة إحراق السيارة قبل مغادرتهم، لكن أحد موظفي المتحف منعهمن وأفادت مصادر ومسؤولون لوكالة فرانس برس أن عملية السرقة تمت في سبع دقائق فقط، وهو ما أكده وزير الدخلية الفرنسي لوران نونيز، على قناة فرانس إنتر.

من هم المشتبه بهم؟

صرح مسؤولون بأن فريقًا من 60 محققًا يعمل على فرضية وقوف عصابة إجرامية منظمة وراء السرقة، وصرح وزير الداخلية، لوران نونيز، بأنه يُعتقد أن فريقًا متمرسًا نفذ المداهمة.

ماذا يقول الناس عن أمن المتاحف؟

أثارت عملية السرقة جدلا جديدا حول انعدام الأمن في المتاحف الفرنسية، التي أصبحت أقل أمنا بكثير من البنوك وتتعرض بشكل متزايد للسرقة من قبل اللصوص.

وفي الشهر الماضي، اقتحم مجرمون متحف التاريخ الطبيعي في باريس، وسرقوا عينات من الذهب بقيمة 700 ألف دولار، كما سرق لصوص أيضا طبقين ومزهرية من متحف في مدينة ليموج بوسط البلاد، وتقدر الخسائر بنحو 7.6 مليون دولار.

أقرّ وزير العدل جيرالد دارمانان، يوم الاثنين، بوجود ثغرات أمنية في حماية متحف اللوفر، وصرح لإذاعة فرانس إنتر: "المؤكد أننا فشلنا، إذ تمكن البعض من إيقاف رافعة أثاث في قلب باريس، وحمل الناس عليها في دقائق معدودة لسرقة مجوهرات ثمينة، مما أعطى فرنسا صورة سيئة".

أقرّ نونيز بأن تأمين المتاحف يُمثّل "نقطة ضعف رئيسية"، وأشار إلى أن الإجراءات الأمنية في متحف اللوفر قد عُزّزت في السنوات الأخيرة، وسيتم تعزيزها بشكل أكبر في إطار عملية تجديد شاملة للمتحف تتكلف ملايين اليوروهات.

فينتشنزو بيروجيا
فينتشنزو بيروجيا

هل حدث هذا من قبل؟

وفقًا لصحيفة الجارديان، فلمتحف اللوفر تاريخ طويل من السرقات، ولعلّ أبرزها تلك التي قام بها مصمم ديكور إيطالي عمل هناك لفترة هناك، وسرق لوحة الموناليزا عام ١٩١١، حيث دخل فينتشنزو بيروجيا المتحف مرتديًا زي عامل متحف، وعندما لم يكن أحد ينظر، أخرج اللوحة وتسلل خارجًا، ولكن أُلقي القبض عليه لاحقًا واستُعيدت اللوحة.

وفي عام 1956 حدثت واقعة أخرى سيئة السمعة أيضًا، عندما قام أحد الزوار بإلقاء حجر على الموناليزا، مما أدى إلى تقشر الطلاء بالقرب من مرفقها الأيسر وتسريع نقل العمل إلى عرضه خلف زجاج واق.

تم نسخ الرابط