عاجل

الأقمار الصناعية تكشف عن مهبط جديد للطائرات تابع لجماعة الحوثيين

مهبط للطائرات تابع
مهبط للطائرات تابع للحوثيين

كشفت صحيفة أسوشيتد برس، الاثنين، عن مهبط طائرات جديد وغامض، تم إنشاؤه في الأيام الأخيرة الماضية بالقرب من ساحل اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيين.

مستندة على صور الأقمار الصناعية الملتقطة أمس، أوضحت الصحيفة أن المدرج الجديد شُيّد على جزيرة زوكر، البركانية المعزولة في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن، بالقرب من مدينة الحديدة، ويبلغ طول المدرج قرابة 2000 متر، وهو جزء من شبكة متنامية من القواعد العسكرية التي يجري إنشاؤها في منطقة البحر الأحمر وجزرها المختلفة، في ظل هجمات الحوثيين على السفن في المنطقة.

وفقًا للقناة 12 العبرية، فقد بدء تدخل الحوثيين منذ اندلاع الحرب في غزة، حيث تعرّضت أكثر من 100 سفينة للهجوم، وأُغرقت أربع منها، وقُتل ما لا يقل عن تسعة من أفراد طواقمها، ويُمكن أن يُشكّل إنشاء المسار الجديد وسيلةً مهمةً للمراقبة الجوية والنشاط البحري في المنطقة الحساسة لمضيق باب المندب، الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن، والذي يمرّ عبره جزءٌ كبيرٌ من التجارة البحرية العالمية، على الأقل في الأوقات العادية.

 

لمن هذا البناء؟

رغم عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها رسميًا عن مشروع البناء في زوكر، إلا تحليلٌ لبيانات تتبع السفن أجرته وكالة أسوشيتد برس يظهر أن سفينة شحن تُدعى باتسا، وهي سفينة ترفع علم دولة توجو ومسجلة لدى شركة شحن مقرها دبي، رست بجوار رصيف الجزيرة الجديد لمدة أسبوع تقريبًا في أبريل الماضي، بعد وصولها من ميناء بربرة في أرض الصومال، وهو ميناء تديره شركة موانئ دبي العالمية ومقرها دبي.

من جانبها، أكدت شركة سيف للشحن والخدمات البحرية، وهي شركة شحن أخرى مقرها دبي، تلقيها طلبًا لنقل الأسفلت إلى الجزيرة، وذلك ليبدو الطلب لغرض رصف المدرج، نيابةً عن شركات أخرى مقرها الإمارات. 

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تُربط فيها شركات مقرها دبي بمشاريع عسكرية مماثلة في اليمن، وخاصةً تلك المتعلقة بمسارات الطيران، والتي تُصنف على أنها تحركات ضد الحوثيين.

ليست لمرة الأولى 

وفقًا للقناة العبرية، سبق للإمارات أن شاركت في بناء مهابط طائرات إضافية في المنطقة، ففي مدينة محا، على ساحل البحر الأحمر في اليمن، شُيّد مدرج يسمح بهبوط طائرات كبيرة الحجم، ونُسب بناؤه أيضًا إلى الإمارات، كما توجد مشاريع مماثلة أيضًا في دوباب، وجزيرة ميون في مضيق باب المندب، وجزيرة عبد الخوري في المحيط الهندي، وبعض هذه المناطق خاضع لسيطرة الحكومة في جنوب اليمن، المعارضة للحوثيين والمعترف بها من معظم دول العالم.

مكافحة التهريب

إلى جانب الاعتبارات العسكرية، يبدو أن السيطرة على جزيرة زوكر، وخاصةً مسارها الجوي، تُستخدم في مكافحة تهريب الأسلحة المتجهة إلى الحوثيين، فخلال العام الماضي، نجحت القوات المعارضة للحوثيين في إيقاف المزيد من الشحنات التي كانت في طريقها إلى المتمردين، ويهدف الوجود الجوي في الجزيرة إلى تعزيز هذه القدرات، لا سيما في الجهة المقابلة لميناء الحديدة، الخاضع لسيطرة الحوثيين، والذي يُعدّ طريقًا رئيسيًا للتهريب.

أوضحت الباحثة إليونورا إرديماني من المعهد الإيطالي للدراسات السياسية لوكالة أسوشيتد برس: "إن احتمال شن هجوم واسع النطاق على الحوثيين، بدعم من التحالف السعودي، ليس مستبعدًا، ولكنه ليس في المستقبل القريب"، وأضافت: "النقطة الأهم هي أن إنشاء مثل هذه البنية التحتية في زكار يمكن أن يُسهم في مكافحة تهريب الأسلحة، وخاصةً الأسلحة".

تم نسخ الرابط