18 يوم في الخندق.. حكايات من ذاكرة الكفاح على لسان أحد أبناء السويس

رغم مرور السنوات على الحرب ومواجهة العدو والانتصار، وما تضمنته الأحداث من صمود مدينة السويس في وجه العدوان، ما زالت الذاكرة تحمل تفاصيل الأيام الصعبة التي عاشها الأطفال والنساء داخل الخنادق، الحاج إبراهيم شاهين، أحد أبناء السويس، يروي لـ«نيوز رووم» جانبا من هذه القصص البطولية، مؤكدًا أن أبناء المدينة كانوا مثالًا للصبر والكفاح رغم قسوة الظروف والخطر الذي كان يحيط بهم من كل جانب.
الطفولة بين الحرب و الخطر وصناعة الأمل في الظروف الصعبة
يحكي الحاج إبراهيم أنه كان طفلًا صغيرًا حين بدأت المواجهة، ورغم إصابته وفقده عقلة من إصبع يده اليمنى، لم تنل هذه الإصابة من ذاكرته الحية لتلك الأيام، ولم تستطيع ان تنسيه تفاصيل الاحداث والمواقف، فقد تم تجميع الأطفال والنساء في خنادق آمنة تحت الأرض، خوفا عليهم من رصاصات العدو وقذائفه، وكان خندقه بالقرب من ميدان الأربعين، أحد أشهر ميادين المدينة التي شهدت الصمود وملاحم التصدي وفرحة الانتصار.
ويضيف أن سيدة من أهالي السويس كانت ترافقهم داخل الخندق، تبث فيهم روح الوطنية، وتحكي لهم قصص الأبطال الذين يقاتلون في الخارج، حتى كانت تجعل الأطفال يصطفون يومياً لتحية العلم، في مشهد يجسد معنى الصمود والإيمان بالوطن، وبث روح الانتماء.
بطولات وتصحيات في زمن الخطر والمواجهة
ومن المواقف التي لا ينساها، يقول الحاج إبراهيم إن رجل دين مسيحي كان يخاطر بحياته وسط المعارك ليحضر للأطفال والنساء داخل الخندق العيش الشمسي والعجوة، ورغم بساطة الطعام، إلا أنه كان يحمل في طياته معنى العطاء والوحدة الوطنية، إذ كان الجميع ينتظر قدومه بفارغ الصبر، ويقتسمون الرغيف الكبير بين أربعة أطفال، وسط أصوات القصف والرصاص بالخارج.
إصابة لا تنسي وذاكرة طفوليه لا تموت فيها الاحداث
ويختتم الحاج إبراهيم شاهين روايته بتفصيلة مؤلمة لكنها محفورة في الوجدان، حين أصيب أثناء وجوده عند باب الخندق بشظية طائشة قطعت جزءًا من إصبع يده اليمنى. ورغم ألم الإصابة، فإنها أصبحت علامة تذكّره دومًا بتلك الأيام التي صمد فيها أبناء السويس رجالًا ونساءً وأطفالًا، ليكتبوا بدمائهم وأرواحهم فصلًا من أعظم فصول الكفاح في تاريخ مصر.