محظور أم مباح.. واعظة بالأوقاف توضح حكم نوم الطفل بين والديه |خاص

يتساءل كثير من الآباء والأمهات عن مشروعية نوم الطفل بين والديه في السرير نفسه، خاصة مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع».
ما هي مشروعية نوم الطفل بين والديه في السرير نفسه؟
وقالت الواعظة بالأوقاف فاطمة موسى في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»: «وازن الشرع الحنيف بين مشاعر الأطفال واحتياجاتهم، وفي الوقت نفسه حافظ على خصوصية العلاقة بين الزوجين».
وتابعت: «نوم الطفل بين والديه يجوز في السنوات الأولى من عمره، خاصة في مرحلة الرضاعة أو عند الحاجة إلى الرعاية والاطمئنان، ما دام لا يوجد خوف من كشف العورات أو وقوع محظور شرعي الطفل ولم يصل لحد التمييز».
وشدد: «لكن مع مرور الوقت، يُستحب تدريب الطفل على الاستقلال في نومه، امتثالًا لقول النبي ﷺ: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع”، وهذا التوجيه النبوي يدل على أهمية غرس الحياء في نفوس الأبناء منذ الصغر، وتعويدهم على الخصوصية والنظام داخل البيت».
نوم الطفل بين والديه.. متى ينبغي الفصل؟
وأكملت: «نوم الطفل بين والديه في سنواته الأولى مباح للحاجة، لكن يجب الفصل في المضاجع عند بلوغه سن التمييز، حفاظًا على القيم التربوية والآداب الإسلامية ومراعاة لخصوصية الوالدين وختامًا فإن التربية تبدأ من التفاصيل الصغيرة، وأن احترام خصوصية كل فرد داخل الأسرة هو جزء من بناء نفسٍ سوية وبيتٍ مطمئن تسوده المودة والرحمة».
حكم الشرع في نوم الطفل بين والديه
واستشهد مركز الأزهر العالمي في توضيحه حكم الشرع في نوم الطفل بين والديه عبر صفحته على فيس بوك، بقوله صلى الله عليه وسلم « .. وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» [أخرجه البخاري]، موضحًا أن النبي أمر الآباء بذلك حثًّا منه على قيام الأسرة بواجبها في حماية أطفالها من الانحرافات كافة؛ سيّما وأن أغلب الانحرافات تتشكل في سنِّ الطفولة.
نوم الطفل بين والديه.. ما هو أفضل سن للتفرقة في المضاجع؟
جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مُروا أبناءَكم بالصَّلاةِ لِسَبعِ سِنينَ، واضرِبوهم عليها لِعَشرِ سِنينَ، وفرِّقوا بينهم في المضاجعِ، وإذا أنكَحَ أحدُكم عبدَه أو أجيرَه، فلا ينظُرَنَّ إلى شيءٍ مِن عَورتِه؛ فإنَّ ما أَسفلَ مِن سُرَّتِه إلى رُكبتَيه مِن عَورتِه.»
وجاء في شريح الحديث: كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَريصًا على إرشادِ أُمَّتِه إلى ما فيه الصَّلاحُ والهُدى، والتَّرْبيةُ الصَّحيحةُ لأفرادِ المجتمعِ؛ صِغارًا وكِبارًا، مَع تَوضيحِ حُدودِ الآدابِ بيْنَ النَّاسِ في حِفْظِ العوراتِ، وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "مُرُوا أبناءَكم بالصَّلاةِ لسَبْعِ سِنينَ"، أي: اطْلُبوا مِنْهم ووَجِّهوا لهم الأَمْرَ بالصَّلاةِ، وتَعلُّمِ كَيفيَّتِها وآدابِها، وما يَسْتدعيه ذلِكَ مِنْ حِفْظِ بَعضِ القُرآنِ الكريمِ، وهم في سِنِّ سَبْعِ سَنواتٍ، وهذا سِنُّ السَّماحِ والتَّجاوُزِ والتَّعلُّمِ.
"واضْرِبوهم عليها لِعشْرِ سِنينَ"، أي: إذا بَلَغَ الطِّفْلُ عَشْرَ سِنينَ، أُلْزِمَ بالصَّلاةِ الَّتي ظَلَّ ثلاثَ سنَواتٍ يتَدرَّبُ عليها، فإذا قَصَّرَ في الصَّلاةِ بَعْدَ هذه السِّنِّ ضُرِبَ وعُوقِبَ حتَّى يَعتادَ على أدائِها، فإذا ما دَخَل وقْتُ التَّكليفِ يكونونَ قد اعْتادوا عليها دُونَ أَدْنى تَفريطٍ مِنْهم في تلْكَ العِبادةِ.
"وفَرِّقوا بَيْنَهم في المَضاجِعِ"، أي: إذا بَلَغوا سِنَّ العاشِرةِ يُفرَّقُ بين الأولادِ بصِفةٍ عامَّةٍ، وبين الذُّكورِ والإناثِ بصِفةٍ خاصَّةٍ في النَّومِ بجانبِ بعضِهم البعضِ، ويُفْصَلُ بينَهم؛ لأنَّ هذا العُمرَ بِدايةُ الدُّخولِ في مَرحلةِ البُلوغِ ومعرفةِ الشَّهوةِ، حتَّى إذا وصَلوا إلى سِنِّ البُلوغِ والشَّهوةِ يَكونونَ قَدِ اعْتادوا على هذا الفَصْلِ، والمُرادُ بالمَضاجِعِ: أماكِنُ النَّومِ.