عاجل

هل يجوز أداء أكثر من فريضة بالتيمم الواحد؟.. دار الإفتاء توضح

التيمم
التيمم

أكدت دار الإفتاء أن من رُخِّص له في التيمم –سواء لفقد الماء أو لمرض يمنعه من استعماله– مطالبٌ شرعًا بالتيمم لكل فريضة يريد أداءها، مشيرة إلى أنه يجوز له الجمع بين أكثر من صلاة بتيمم واحد إذا شق عليه تكرار التيمم، ما دام لم يخرج وقت الصلاة التي تيمم لها ولم يجد الماء.

هل يجوز أداء أكثر من فريضة بالتيمم الواحد؟

وأوضحت الدار أن هذا الحكم يأتي مراعاةً لقاعدة التيسير ورفع الحرج التي بُنيت عليها الشريعة الإسلامية، واستنادًا إلى القاعدة الشرعية: "من ابتُلي بشيءٍ من المختلف فيه فليقلِّد من أجاز ولا حرج عليه"، مشيرة إلى أن هذا التدرج في رفع المشقة مستند إلى مقاصد الشرع التي تراعي حال المكلَّفين وظروفهم المختلفة.

وأضافت دار الإفتاء أن الشريعة الغراء قامت على اليسر لا على العسر، مستدلة بقول الله تعالى: ﴿مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ﴾ [المائدة: 6]، وقوله سبحانه: ﴿يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]، وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ».

وبيّنت الدار أن التيمم من رخص الإسلام العظيمة، التي شرعها الله تعالى عند فقد الماء أو تعذر استعماله، وجعلها بديلًا مؤقتًا للطهارة بالماء لاستباحة الصلاة وسائر العبادات التي تتطلب الطهارة، مؤكدة أن هذا الحكم من خصائص أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إذ لم يُشرع التيمم لأمةٍ من الأمم السابقة.

وأشارت إلى أن كيفية التيمم تكون بضربتين على الصعيد الطيب: ضربة يمسح بها المتيمم وجهه، وأخرى يمسح بها يديه إلى المرفقين، مع استحضار النية، مستدلة بقول الله تعالى: ﴿فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ﴾ [المائدة: 6].

وحول عدد الصلوات التي يجوز أداؤها بتيمم واحد، أوضحت دار الإفتاء أن الفقهاء اختلفوا في المسألة على ثلاثة اتجاهات:  

  • مذهب الحنفية وبعض الحنابلة، يرى أن التيمم كالوضوء، فيجوز به أداء ما شاء من الصلوات ما لم يُحدث المتيمم أو يجد الماء.
  • مذهب الشافعية، يرى وجوب التيمم لكل فريضة على حدة.
  • مذهب المالكية وظاهر مذهب الحنابلة، يجيز التيمم الواحد لوقت الصلاة، فإذا خرج الوقت بطل التيمم ولزمه التجديد لدخول وقت الصلاة التالية.

وبيّنت الدار أن اختلاف العلماء في المسألة يعكس سعة الفقه الإسلامي ومرونته في التعامل مع الحالات المختلفة، مؤكدة أن الأخذ بأي من هذه الأقوال لا حرج فيه شرعًا، لا سيما عند وجود المشقة، إذ المقصود تحقيق الطهارة المعنوية التي تؤهل العبد للوقوف بين يدي الله.

واختتمت دار الإفتاء بالتأكيد على أن من رُخِّص له في التيمم يجب عليه الحرص على أداء العبادات في أوقاتها ما دام التيمم قائمًا ولم يجد الماء، وأن التيمم عبادة مشروعة تُظهر سماحة الإسلام ويسره، قال تعالى: ﴿فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا﴾، لتبقى هذه الرخصة رحمةً من الله بعباده وتيسيرًا على المكلفين في كل زمانٍ ومكان.

تم نسخ الرابط