دار الإفتاء: إشاعة الأوصاف الكاذبة على الناس من الكبائر

حذَّرت دار الإفتاء المصرية من خطورة إشاعة الأوصاف والصفات الكاذبة على الناس أو نسبتها إليهم بغير حق، مؤكدة أن هذا الفعل يدخل في نطاق الكذب المحرَّم شرعًا، وأن الشرع الحنيف شدَّد الوعيد على من يتقول على غيره أو ينشر ما لا أصل له.
حكم وصف الناس بأوصاف كاذبة
وأوضحت الدار أن نشر الأخبار أو الأوصاف غير الصحيحة عن الأشخاص يُعد كذبًا صريحًا، وهو من الكبائر التي تفسد المجتمعات وتشيع الفتنة بين الناس، مستشهدةً بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى البِرِّ، وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ... وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ»، كما قال عليه الصلاة والسلام: «آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ...».
وأضافت دار الإفتاء أن إطلاق الشائعات أو الأوصاف الباطلة على الأبرياء من صفات المنافقين وضعاف النفوس، مشيرة إلى قول الله تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ...﴾ [النساء: 83]، مبينة أن هذه الآية تحذِّر من التسرع في نقل الأخبار دون تثبت، ومن ترويج الكلام بغير علم لما في ذلك من الإضرار بالناس وبالمجتمع كله.
وأشارت الدار إلى ما رُوي عن الصحابي الجليل أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: «أَيُّمَا رَجُلٍ أَشَاعَ عَلَى رَجُلٍ كَلِمَةً وَهُوَ مِنْهَا بَرِيءٌ لِيُشِينَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا؛ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْنِيَهُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي النَّارِ»، وهو وعيد شديد يدل على عِظم الذنب وخطورته.
وأكدت دار الإفتاء أن الخوض في أحاديث الناس ونشر الأكاذيب عنهم يدخل في النهي النبوي الوارد في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ»، مشيرة إلى أن عبارة «قِيلَ وَقَالَ» تشمل كل ما يشيع الفتنة بين الناس من نقل كلام دون تحقق أو نسب أوصاف لم تصدر من أصحابها.
ونبهت على أن من يشيع الكذب عن الآخرين أو يختلق عليهم الصفات والأقوال يتحمل وزرًا عظيمًا عند الله تعالى، داعيةً المسلمين إلى التثبت في القول، والتحلي بخلق الصدق الذي هو أساس الثقة وبناء المجتمعات، والابتعاد عن الكذب والافتراء الذي يفسد القلوب ويهدم العلاقات بين الناس.