سفراء الوسطية.. مستشار شيخ الأزهر: نخدم 60 ألف وافد باستراتيجية متكاملة (حوار)

جولات مكوكية تقوم بها مستشار شيخ الأزهر للوافدين ورئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب الدكتورة نهلة الصعيدي، للتواصل مع الوافدين وتذليل كافة المعوقات أمامهم جعلتها تستحق لقب «أم الوافدين»، أو «سندريلا الأزهر» كما يحبذ البعض وصفها، ومن خلال حوار خاص لموقع «نيوز رووم» سلطت مستشار شيخ الأزهر الضوء على جهود الأزهر في تبني قضية الوافدين وتثقيفهم من رياض الأطفال وصولًا للعالمية (رسالة الدكتوراة)، وإلى نص الحوار..

في البداية.. نود معرفة عدد الوافدين الدارسين بمركز تطوير تعليم الوافدين؟
المركز يخدم نحو 60 ألف وافد، من 137 دولة حول العالم وجنسية تدرس في الأزهر، ونحرص من خلال توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ولكن تعد دولة إندونيسيا هي أكبر عدد من الطلاب الوافدين بجامعة الأزهر، إلى جانب ماليزيا، ودول إفريقيا وأوروبا.
ما هي أبرز التحديات التي تواجه الوافدين وكيف يتم التعامل معها؟
الطالب الوافد يحتاج لبيئة تعليمية متكاملة تناسب احتياجاته، لذا نقوم من خلال المركز على توفير العديد من الخدمات، من بينها برامج تقوية لغوية لتحسين مهاراتهم فى اللغة العربية، إلى جانب تقديم الدعم النفسي والاجتماعي، ويولي الأزهر اهتمامًا خاصًا بهم، باعتبارهم سفراء الوسطية فى بلادهم، ورسل الترويج لمصر.
كذلك نعمل على تقديم برامج تعليمية متخصصة في اللغة العربية والدراسات الإسلامية، وتوفير بيئة ثقافية واجتماعية آمنة؛ من خلال أنشطة رياضية وثقافية ودينية تعزز من انخراط الطلاب في المجتمع، إلى جانب دعم حوار الحضارات، وترسيخ قيم التسامح والتعايش بين الثقافات المختلفة.
ماذا عن النهوض بـ تعليم الوافد من الروضة للدكتوراة؟
رعاية الإمام الأكبر للوافدين منقطعة النظير، ولولا دعمه ما استطعنا أن ننهض بخدمتهم، فالآن الوافد يحظى بالرعاية منذ الدراسة في مرحلة الطفولة (الحضانة kg) حتى الحصول على درجة العالمية (الدكتوراه).
هل هناك برامج خاصة لدعم الطالبات الوافدات؟
هناك تحديات عديدة تواجه الأسرة المسلمة منها العولمة والانفتاح الثقافي، وتأثير وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة، والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية، لذا نعمل على توعية الطالبة بالمسؤوليات التي تقع على عاتقها ودورها الأساسي في تعزيز القيم الأسرية، ونشر الوعي، وترسيخ مبادئ التربية الأخلاقية السليمة داخل المجتمع.
كذلك استعراض النماذج الناجحة لنساء أسهمن في بناء مجتمعاتهن من خلال التمسك بالقيم الإسلامية وتعزيز الاستقرار الأسري.
ما هي المشاريع المستقبلية التي يخطط لها الأزهر لخدمة الطلاب الوافدين؟
هناك برامج عديدة نقوم بها للارتقاء بمستوى الطلاب الوافدين لعل أحدثها برنامج تعريفي متكامل لطلاب ماليزيا، والذي يهدف إلى تعريف الطلاب برسالة الأزهر وتاريخه ودوره العلمي والإنساني، من خلال محاضرات وزيارات ميدانية للجامع الأزهر، وجامعة الأزهر، وعدد من قطاعاته العلمية والبحثية، بما يوسع مداركهم ويعزز انتماءهم لهذه المؤسسة العريقة.
كيف يمكن للأزهر تعزيز الهوية الإسلامية والوطنية لدى الطلاب الوافدين؟
هناك العديد من برامج الاستقبال التي قام بها الأزهر مع دخول العام الدراسي الجديد، منه ما يقوم على تنظيم زيارات للجامعة الأزهر والجامعة، للتعريف برسالة الأزهر وتاريخه، إلى جانب الأنشطة والندوات التي تعرفهم بالأزهر الشريف ورسالته الوسطية.

مدرسة الإمام الطيب.. نود معرفة نبذة مختصرة عنها وكيف عملت على تنشئة الوافدين على حفظ القرآن الكريم؟
مدرسة الإمام الطيب تُعد من أبرز المبادرات التي أطلقها الأزهر الشريف، وتهدف إلى ترسيخ القيم القرآنية في نفوس الطلاب، وتنمية مهاراتهم في التلاوة الصحيحة والتجويد المتقن، بما يعزز من تخريج جيل قرآني واعٍ، يجمع بين حفظ القرآن الكريم والإتقان والأخلاق الحميدة.
ماذا عن سلسلة «هنا الأزهر.. ملتقى ثقافات الشعوب»؟
إطلاقَ سلسلة من الفيديوهات القصيرة، بعنوان: (هنا الأزهر... ملتقى ثقافات الشعوب)، جاءت بهدف التواصل حيث يقدم من خلالها الطلاب الوافدين تعريفًا ببلادهم، وعاداتهم، وتقاليدهم، وثقافاتهم المتنوعة، إلى جانب تقديم رسائل دينية وأخلاقية ممَّا نهلوه من دروس الأزهر الشريف، التي تُرسِّخ قِيَم التسامح، والتعايش، وتنشر الفضائل بين الناس، وأن هذه الفيديوهات التي سيتم إخراجها بالتعاون مع خدمة الرسائل الإعلامية للوافدين بمركز التطوير، ولجنة الطالب الوافد التي تترأسها بالمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة تأتي في إطار حرص الأزهر الشريف على مدِّ جسور التواصل بين طلابه الوافدين من مختلف دول العالم، وإبراز الدور الحضاري للأزهر الشريف منارةً تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتحتضن طلاب العلم من شتّى الثقافات.
من هي الدكتورة نهلة الصعيدي؟
في 19 سبتمبر 2022.. تم ندب الدكتورة نهلة صبري لطلب الصعيدي عميدة كلية العلوم للوافدين، للقيام بعمل مستشار شيخ الأزهر لشئون الوافدين، إلى جانب عملها رئيسًا لمركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين كأول مستشار لشيخ الأزهر من السيدات.
حصلت د. نهلة الصعيدي علي الليسانس في اللغة العربية من جامعة الأزهر عام 1986، وعلي الماجستير والدكتوراه في نفس الجامعة, وكانت رسالة الدكتوراه في البلاغة والنقد.
كذلك حصلت علي الماجستير المهني في التخطيط للتنمية المستدامة وهي الآن باحثة دكتوراه ادارة أعمال في الميزة التنافسية لمركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب في ضوء خبرات عالمية.
بدأت مشوارها الأكاديمي كمعيدة في جامعة الأزهر وتدرجت في المناصب حتي أصبحت أستاذ دكتور عام 2018. خلال مشوارها عملت في كلية الدراسات الإسلامية والعربية القاهرة كرئيس قسم البلاغة والنقد، ووكيل كلية الدراسات العليا ثم عميدة الكلية.
هي أيضا رئيس البرنامج الدولي لإعداد معلمي الناطقين بغير العربية في مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، ومستشار شيخ الأزهر لشئون الوافدين في مشيخة الأزهر الشريف.
قامت بتحكيم المسابقات الدولية في أكاديمية مواهب وقدرات للوافدين مسابقة الخطابة وفنون التواصل ومسابقة مئذنة الأزهر للشعر ومسابقات مجمع البحوث الإسلامية، وغيرها
نشرت العديد من الأبحاث العلمية واشرفت علي العديد من ابحاث الماجستير والدكتوراة، ولها عدة إصدارات منها كتاب الأزهر في ماضيه وحاضره (مطابع الأزهر الشريف).
شاركت في العديد من المؤتمرات والندوات والملتقيات والبرامج والدورات العلمية المحلية والعالمية
حصلت علي العديد من الجوائز والتكريمات. في عام 2022 حصلت علي جائزة الجمعية التأسيسية لمنتدى أفضل 50 امرأة، ضمن قائمة الـ 20 إمرأة الأكثر تأثيرًا في مصر، وجائزة وكالة أنباء الشرق الأوسط حفل تكريم الأم المثالية، وتكريم من سفارة دولة السويد بالقاهرة ضمن 22 شخصية نسائية مؤثرة في مصر.
في عام 2021، حصلت علي شهادة التميز الحكومي من رئيس الوزراء، وتكريم من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر.
كذلك حصلت علي جائزة المرأة المتميزة لعام 2021 من الملتقى الخليجي العاشر، الذي عقدت فعالياته بالقاهرة، وغيرها.
مثلت الأزهر في العديد من المؤتمرات والمنتديات والملتقيات الخارجية، منها مؤتمر بالهند وقامت أثناء انعقاده بزيارة العديد من الجامعات والمدارس والهيئات العلمية