عاجل

مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين تشارك في الملتقى الأول للملحقين الثقافيين

الدكتورة نهلة الصعيدي
الدكتورة نهلة الصعيدي

شاركت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين ورئيسة مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، في أعمال الملتقى الأول للملحقين الثقافيين الذي نظمته جامعة الدول العربية، حيث ألقت كلمة في الجلسة الثانية بعنوان: "الشراكات الأكاديمية: نماذج ناجحة تعزز الثقافة العربية".

مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين تشارك في الملتقى الأول للملحقين الثقافيين بجامعة الدول العربية

وأكدت الصعيدي في كلمتها أن اجتماع الملحقين الثقافيين لا يعد مجرد لقاء بروتوكولي، بل هو إعلان عن قدرة الأمة العربية على جعل الثقافة جسراً للتواصل، وأداة للبناء وتحقيق النهضة. وأشارت إلى أن اللغة العربية هي وعاء الفكر وأداة الوعي، وأن الحفاظ على الهوية اللغوية والثقافية يمثل الضمانة لاستمرار الحضور العربي الفاعل في العالم.

وتناولت في كلمتها أهمية الشراكات الأكاديمية بوصفها ضرورة حضارية في عالم أصبحت المعرفة فيه معيار التفاضل بين الأمم، موضحة أن هذه الشراكات تتجسد في تبادل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وإعداد المناهج المشتركة، والبحوث العلمية، والأنشطة الثقافية التي تعزز التفاهم والتقارب بين الشعوب.

كما استعرضت الدور التاريخي للأزهر الشريف في ترسيخ هذه الشراكات منذ أكثر من ألف عام، حيث جمع بين جنسيات متعددة من مختلف القارات، وظل منارة علمية وإنسانية عالمية تنشر رسالة الوسطية والاعتدال.

وأبرزت مستشارة شيخ الأزهر الدور الريادي لمركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر، باعتباره مشروعاً حضارياً متكاملاً يحتضن أكثر من 120 جنسية، ويولي اهتماماً خاصاً باللغة العربية وتعليمها للناطقين بغيرها، إلى جانب دوره في عقد الاتفاقيات الأكاديمية، وتنظيم المؤتمرات والندوات، وتطوير مناهج تجمع بين الأصالة والمعاصرة.

كما أشارت إلى مجموعة من البرامج والمبادرات النوعية التي ينفذها المركز، ومن أبرزها: برنامج المبعوث الصيفي، برنامج المعايشة اللغوية، برنامج تنمية المهارات الأدبية واللغوية، برنامج الأزهر الدولي لنشر اللغة العربية، البرنامج الدولي لإعداد معلمي الناطقين بغيرها، مسابقة "مئذنة الأزهر للشعر العربي"، مبادرة لسانًا تبن إنساناً، سلسلة "التحفة الأزهرية" لتعليم العربية للناطقين بغيرها، سلسلة تعليم اللغة للأطفال، مؤشر الأزهر العالمي للغة العربية، برنامج شهادة إتقان اللغة العربية، سلسلة تعليم العربية للدبلوماسيين، مشروع التقرير الوطني لحال اللغة العربية، مشروع اختبار الكفاءة اللغوية، المناهج المطوّرة لمعاهد البعوث الإسلامية، وأخيراً مؤتمر الأزهر وعالمية اللغة العربية.

كما تطرقت إلى برنامج تعزيز قدرات كوادر العلماء الذي أُطلق بالتعاون مع جامعة الأزهر وعدد من المؤسسات الدولية، مبيّنة أنه يهدف إلى صقل معارف طلاب الماجستير والدكتوراه وتنمية مهاراتهم البحثية واللغوية وربطهم بالتراث العربي والإسلامي من خلال المحاضرات والورش والندوات والزيارات الميدانية، مشيرة إلى أن البرنامج نجح في تخريج أربع دفعات أنجز 80% منهم رسائلهم البحثية.

واستعرضت تجربة تبادل طلاب بروناي في كلية العلوم الإسلامية والعربية للوافدين، مؤكدة أنها نموذج حي على أن التبادل الطلابي ليس مجرد انتقال مكاني، وإنما تواصل إنساني عميق يبني جسور المحبة ويعزز الهوية والانتماء.

وفي رسالتها إلى الملحقين الثقافيين، شددت الصعيدي على أنهم "رسل الثقافة قبل أن يكونوا رسل السياسة"، مؤكدة أن دعمهم للشراكات الأكاديمية وتجارب التبادل الطلابي يضمن استمرار الثقافة العربية حيّة وفاعلة في العالم.

واختتمت كلمتها بالتأكيد على أهمية استشراف آفاق المستقبل عبر دمج التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تعليم اللغة العربية، وتوسيع برامج التبادل الطلابي، وإعداد مناهج حديثة تلبي حاجات الشباب، وإطلاق مشروعات بحثية مشتركة في القضايا العالمية، وتأهيل كوادر أكاديمية قادرة على الجمع بين الأصالة والمعاصرة.

وأكدت الدكتورة نهلة الصعيدي أن الثقافة العربية ليست ماضياً يُروى ولا تراثاً يُصان فحسب، بل رسالة ممتدة وأمانة متوارثة، ستظل قادرة على التجدد والمساهمة في صياغة مستقبل الإنسانية من خلال شراكات صادقة تعزز الهوية وتبني نهضة الأمة.

تم نسخ الرابط