غزة بين الأنقاض.. فاتورة إعادة الإعمار تتجاوز 70 مليار دولار

أكد الدكتور نصر عبد الكريم، أستاذ العلوم الاقتصادية في رام الله، أن إعادة إعمار غزة أصبحت فرض عين على دول العالم كله، مشيراً إلى أن حجم الأزمة يوصف بأنها الأكبر من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية، حيث تحتاج أربع مدن إلى إعادة إعمار في توقيت واحد.
الإغاثة وإدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات
قال الدكتور نصر عبد الكريم، خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، إن المرحلة الراهنة ينصب فيها الجهد على الإغاثة وإدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات إلى القطاع، متوقعًا تغطية هذا الجانب خلال أسبوعين أو ثلاثة.
وأوضح أن نجاح عملية الإعمار وبدء عملية التعافي والإنعاش يتطلب توفر ثلاثة شروط أساسية، أولها انسحاب إسرائيلي من معظم الأراضي في غزة، وثانيها فتح المعابر بالكامل للسماح بعبور مواد البناء والمعدات والآليات والقوى العاملة، وتوفير الحرية للمؤسسات الدولية للتحرك، وثالثها حشد التمويل اللازم في المؤتمر الدولي الذي أعلن عنه الرئيس السيسي.
ونوه إلى أن الشرط الرابع والأخير هو وجود إدارة مؤسسية أو لجنة مؤسسية إدارية من التكنوقراط والمهنيين المستقلين، على أن تكون مرجعيتها هي الفلسطينيين، مع دور مساعد مساند لمجلس السلام الذي أعلنه ترامب، وله صفة استشارية توجيهية وليس تنفيذية.
عملية الإعمار بالكامل قد تستغرق 12 إلى 15 عاماً
وأشار إلى أن عملية الإعمار بالكامل قد تستغرق 12 إلى 15 عامًا، وأن الكلفة التقديرية (التي يقدرها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بـ 70 مليار دولار) يمكن توفيرها من قبل المجتمع الدولي الذي يمتلك ثروات ضخمة، مؤكداً أن مسؤولية أخلاقية تقع على المجتمع الدولي للمساهمة في تعمير غزة، وعلى إسرائيل أيضًا المساهمة.
وتابع الدكتور عبد الكريم قائلًا إن قيادة عملية الإعمار ستتوزع على مسارات متعددة وجهات كثيرة متوازية، حيث سيأخذ المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية (كالبنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية واليونسكو) دورها كل في قطاعه، بالإضافة إلى دور القطاع الخاص في ترميم منشآته، مع وجود جهة إدارية مرجعية لتنفيذ ومراقبة التنفيذ، مرتبطة بالسلطة الفلسطينية بشكل أو بآخر للحفاظ على التواصل السياسي.
وأشار إلى أن الخبراء يرسمون خطة سريعة لأولويات الإعمار تبدأ بتوفير المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي والمأوى المؤقت، ثم شبكات الكهرباء والطرق، مؤكدًا أن "أول ست شهور أو سنة لازم ينصب هذا الموضوع على الإغاثة والإنعاش وتهيئة الظروف"، من خلال إزالة الركام البالغ نحو 55 مليون طن.