عاجل

المعاملة بالإحسان بين الزوجين.. وصية نبوية ومفتاح السعادة

الإحسان بين الزوجين
الإحسان بين الزوجين

أكَّد الإسلام أن الإحسان قيمة عليا في كل مجالات الحياة، وقد كتبه الله على كل شيء، كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ» رواه الإمام مسلم.

الإحسان بين الزوجين

وتقول دار الإفتاء إنه إذا كان الإحسان مأمورًا به على وجه العموم، فهو في علاقة الزوجين أولى وأوكد، لما في هذه العلاقة من خصوصيةٍ وشراكةٍ لا تقوم إلا على التراحم والتفاهم. ومن هنا، فإن الشرع قد أمر كلًّا من الزوجين بالإحسان إلى الآخر قولًا وفعلًا، وجعل من وسائل تحصيل ذلك: المعرفة، والفهم، والتأهيل، ومراعاة اختلاف الطبائع والعادات.

وتابعت دار الإفتاء: فالزوج مأمور بالمعاشرة بالمعروف، والزوجة مأمورة بالطاعة بالمعروف، وكلاهما مُطالَبٌ بمراعاة مشاعر الآخر، والتغاضي عن الزلات، والحرص على بناء بيت قائم على المودة والرحمة، كما قال تعالى:﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 19]
﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21].

وأكدت أن العلماء أشاروا إلى أن الإحسان في هذا السياق يشمل الإحكام، والتحسين، والإكمال، كما قال الإمام القرطبي في شرح حديث الإحسان، وأن الإحسان يتحقق بأداء الحقوق، وتحمل المسؤوليات، وتجنب الظلم والإساءة، وأن على الزوج أن يُحسن قيادة بيته، وعلى الزوجة أن تُحسن تدبيره، وكلٌّ منهما مسؤول عن إحسان المعاملة، بالكلمة الطيبة، والمعاشرة الحسنة، والعدل في القسمة، والرفق في الخلاف.

بل ذهب بعض أهل العلم إلى أن هذا الحديث النبوي يمثل قاعدة عامة للدين كله؛ كما قال نجم الدين الصرصري:"فإذا أحسن الإنسان في هذا كله وأتى به على مقتضى الشرع، فقد حصل على كل خير وسَلِمَ مِن كل شرٍّ، ووفَّى بجميع عهد الشرع."

لذلك، كان على كل من الزوجين أن يسعى لتفهُّم الآخر، والارتقاء بالعلاقة الزوجية من مجرد أداء واجب إلى مرتبة الإحسان والتفضّل، وهو ما يجعل الحياة الزوجية مستقرة، ويمنح الأبناء بيئةً صحيةً تُنشئهم على القيم الرفيعة.

تم نسخ الرابط