عاجل

دار الإفتاء: من يذكّر الناس بقراءة القرآن وذكر الله له أجر عظيم

الذكر
الذكر

أكدت دار الإفتاء أن من يقوم بتذكير الناس بذكر الله تعالى وتلاوة القرآن الكريم، وينصح أصدقاءه أو من حوله بذلك بين الحين والآخر، فإنه يُثاب على فعله ويُرجى له الأجر الكبير من الله عز وجل، لما في هذا العمل من دلالة على الخير والدعوة إلى الطاعة.

وأوضحت الدار، في بيان لها، أن نصوص الشرع الشريف قد تضافرت على بيان عظيم فضل ذكر الله وقراءة كتابه، مشيرة إلى قول الله تعالى: ﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 35]، وقوله عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ...﴾ [فاطر: 29]، وغيرها من الآيات التي تدعو إلى ملازمة الذكر وتلاوة القرآن والتسبيح في كل وقت.

كما استشهدت الدار بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ؛ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ» [رواه مسلم]، موضحة أن تذكير الآخرين بذلك والدعوة إليه تُعد من الأعمال الصالحة التي ينال المسلم بها الثواب.

وفي هذا السياق، نقلت دار الإفتاء حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا» [رواه مسلم]، مبينة أن من يدعو إلى الخير، أو يحثّ على عبادة أو طاعة، فإنه ينال مثل أجر من استجاب له وعمل بما قال، دون أن يُنقص ذلك من أجورهم شيئًا.

واختتمت دار الإفتاء بيانها بالإشارة إلى أن الدعوة إلى الذكر وتلاوة القرآن من أعمال الأنبياء، وأن كل من سلك هذا الطريق كان له نصيب من شرف الرسالة، داعيةً المسلمين إلى اغتنام أوقاتهم في الدعوة إلى الخير، والتشجيع على الطاعات، لا سيما في زمن كثرت فيه الغفلة وقلّ فيه التواصي بالحق.

هل تُقبل الأذكار بدون تحريك الشفتين؟

أجاب الشيخ إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤالٍ: هل إذا قلت الأذكار من غير أن أحرّك شفاهي يُكتب لي ثواب؟، قائلًا: جزاك الله خيرًا على اهتمامك بعبادةٍ عظيمةٍ هي الذكر، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: "ولذكرُ الله أكبر"، مبينًا أن من أعظم وأكبر العبادات أن يكون العبد في حالة ذكرٍ دائم لله تبارك وتعالى.

فتاوى الناس

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج "فتاوى الناس" المذاع على قناة الناس، اليوم السبت، أن الذكر له صورتان: ذكر بالقلب وذكر باللسان، والأكمل أن يجتمع الاثنان معًا؛ بأن يذكر الإنسان ربه بقلبٍ حاضرٍ ولسانٍ ناطق، مستشعرًا لمعاني ما يقول.

 

الذكر المطلق

وبيّن أن العلماء أجازوا الذكر بالقلب فقط فيما يُسمى بـ الذكر المطلق، كأن يكون الإنسان في طريقه أو عمله أو بيته، فيذكر الله في قلبه دون تحريك شفتيه، وهذا مقبول وله أجر.

واوضح أن الذكر المقيّد، المرتبط بالصلوات أو بقراءة القرآن، فيشترط فيه تحريك اللسان والشفتين، لأن الذكر هنا عبادة قولية لا تكون بالقلب فقط، فلا تصح قراءة الفاتحة أو التسبيح في الركوع والسجود دون أن يتحرك اللسان ويُسمع الإنسان نفسه همسًا ولو بصوتٍ خافت.

وأضاف الشيخ أن قراءة القرآن بالنظر في المصحف دون تحريك اللسان جائزة، ويُثاب الإنسان عليها نظرًا وتدبرًا، لكنها أقل أجرًا من القراءة باللسان والقلب معًا، مؤكدًا أن الأكمل والأتم أن يجمع الذاكر بين اللفظ والتدبر ليكون من الذين قال الله فيهم: "الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض".

تم نسخ الرابط