محلل فلسطيني: قمة شرم الشيخ تعكس التحول الدولي نحو إنهاء حرب غزة

قال المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، إن قمة شرم الشيخ التي عُقدت بمشاركة واسعة من قادة العالم تُعد حدثًا استثنائيًا يعكس حجم التحول في المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن انعقاد هذه القمة في مصر تحديدًا يحمل دلالات سياسية كبيرة تتعلق بمكانة القاهرة الإقليمية والدولية.
صوابية الموقف المصري منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023
وأوضح مطاوع، خلال لقائه عبر قناة إكسترا نيوز، أن استجابة قادة العالم، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي، للدعوة المصرية للمشاركة في قمة شرم الشيخ، تعكس صوابية الموقف المصري منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، وحرصها على الدفع بالمسار السياسي كطريق وحيد للحل.
وأكد أن مصر استطاعت من خلال دبلوماسيتها الذكية أن تكرس نفسها كطرف ضامن في الاتفاقات، رغم ما قد يشوبها من ثغرات، لافتًا إلى أن قمة شرم الشيخ جاءت لتؤكد الالتزام الدولي بإنفاذ الاتفاقات والبحث عن حلول دائمة للقضية الفلسطينية، بعيدا عن منطق القوة والاحتلال.
وأشار المحلل السياسي إلى أن القاهرة كانت منذ البداية واضحة في رسالتها، والتي تمثلت في رفض تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن مصر أعادت التأكيد من خلال قمة شرم الشيخ أن السلام العادل هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع، وأن لا حل دون مسار سياسي يعيد الحقوق لأصحابها.
مصر تقود المسار السياسي في المنطقة
وتابع: "منذ أكثر من نصف قرن، ومصر تقود المسار السياسي في المنطقة، بدءًا من عملية السلام، وحتى الآن، في ظل استمرار جهودها في الوساطة الإنسانية والسياسية، والدور المحوري الذي تلعبه في دعم الشعب الفلسطيني".
ونوه إلى أن التحول في مواقف العديد من الدول تجاه القضية الفلسطينية لم يكن وليد أحداث 7 أكتوبر كما يُروّج، بل جاء نتيجة دبلوماسية فاعلة قادتها مصر ودول عربية رئيسية، ما ساهم في إعادة وضع القضية الفلسطينية في صدارة الاهتمام الدولي.
مشاهد القتل والدمار التي تسبب بها الاحتلال الإسرائيلي
وقال مطاوع إن ما تشهده الساحة الآن من دعم شعبي واسع للقضية الفلسطينية في أوروبا والولايات المتحدة يرجع في جزء كبير منه إلى مشاهد القتل والدمار التي تسبب بها الاحتلال الإسرائيلي، لكنه أكد في الوقت ذاته أن التحرك السياسي والدبلوماسي العربي كان له الأثر الأكبر في تحويل هذه المأساة إلى فرصة حقيقية لفرض حل دائم.
وفي حديثه عن مستقبل الحل، أكد المحلل السياسي أن مصر اليوم تفرض مساحة خاصة لها في إعادة إعمار غزة وفرض وقف إطلاق النار، وهو ما يعزز من مكانتها كلاعب أساسي في بلورة الحلول الدائمة، مشيرًا إلى أن المسار السياسي هو الخيار الوحيد القادر على تحقيق السلام العادل وضمان حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.