إطلاق أول روبوت تحت الماء في العالم في رحلة حول العالم

بدأت “روبوت” مركبة سنتينل ريدوينج ذاتية القيادة تحت الماء، التي طورتها شركة تيليداين مارين وجامعة روتجرز، مهمةً قد تدخل التاريخ “رحلةً حول العالم”، إذ انطلقت في المحيط الأطلسي قبالة ساحل مارثا فينيارد، ماساتشوستس.

روبوت الجيل القادم

ريدوينج هي طائرة شراعية من الجيل التالي من طراز سلوكوم سنتينل، قادرة على الدفع الذاتي بدون مروحة، باستخدام تعديلات الطفو، فهيكلها المصنوع من ألياف الكربون يجعل الطائرة أسرع وأقوى من النماذج السابقة.

ستتمكن من التنقل عبر تيارات المحيطات، وتجنب شباك الصيد، وجمع بيانات عن ملوحة المياه ودرجة حرارتها وعمقها، وكل ذلك بدون وجود بشري على متنها.

سينقل ريدوينج البيانات إلى العلماء عبر الأقمار الصناعية كل 8-12 ساعة، ورُكّب على متنه جهاز خاص لتتبع الأسماك، قادر على رصد الحيوانات البحرية المُعلمة في المحيط المفتوح، مما يُتيح للباحثين رؤى فريدة حول هجرات هذه الأنواع وسلوكها.

في كل مرة يصعد فيها الجهاز إلى السطح، يتواصل مع العلماء عبر الأقمار الصناعية، وفي حال انقطاع الاتصال، يُواصل الجهاز رحلته، جامعًا بيانات جديدة، ومستمرًا حتى يُعاد الاتصال.

الطريق حول العالم

ستتبع المرحلة الأولى من المهمة تيار الخليج، من ماساتشوستس إلى جنوب أوروبا، ثم إلى غران كناريا، ثم ستتجه الطائرة الشراعية إلى كيب تاون، عابرةً المحيط الهندي، ثم تزور غرب أستراليا ونيوزيلندا، وفي طريقها إلى جزر فوكلاند، ستعبر التيار القطبي الجنوبي - أقوى تيار على وجه الأرض، وعند العودة، يُمكن التوقف في البرازيل ومنطقة البحر الكاريبي.

العلوم والتعليم

تجمع مهمة ريدوينج بين العلم والتعليم، ويشارك أكثر من 50 طالبًا في دورة بحثية، يتابعون فيها تقدم الطائرة الشراعية ويدونون اكتشافاتها، كما سيتمكن طلاب المدارس الدولية من الانضمام إلى جلسات افتراضية، وتبادل القصص الثقافية، وتعلم كيفية التعامل مع البيانات العلمية.

يرمز اسم ريدوينج إلى طائرة دوغ ويب الشراعية الدولية للبحث والتعليم. يعكس اللون الأحمر لجامعة روتجرز، ويُخلد ذكرى دوغ ويب، مخترع طائرة سلوكوم الشراعية ومؤسس أبحاث ويب. 

قصة نجاح

يواصل ريدوينج نهج البعثات المحيطية السابقة، ففي عام ٢٠٠٩، أطلق فريق من جامعة روتجرز بقيادة جلين وسكوفيلد الروبوت تحت الماء "سكارليت نايت"، الذي قطع أكثر من ١١ ألف كيلومتر عبر المحيط الأطلسي في ٢٢١ يومًا، وبتحكّم الطلاب به عن بُعد، أصبح أول روبوت تحت الماء يعبر المحيط الأطلسي.