استشهاد الصحفي صالح الجعفراوي.. عالم أزهري: هنيئًا له بهذه المنزلة| خاص

نعى الشيخ الدكتور إبراهيم رضا، من علماء الأزهر الشريف، بمزيدٍ من الحزن والفخر، الصحفي الشهيد صالح الجعفراوي، مؤكدًا أن الشهادة اصطفاءٌ إلهي ومنزلةٌ لا يُكرم الله بها إلا من أحبّه ورضي عنه.
وقال رضا في تصريحات خاصة ل " نيوز رووم ": قال الله تعالى «ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يُرزقون"، فكما أن الله يصطفي من عباده أنبياءه، فإنه سبحانه يصطفي أيضًا شهداءه، ويتخذ من عباده شهداء، ليكونوا مناراتٍ للحق في الدنيا، وأحياءً عنده في الآخرة».
وأضاف :«هنيئًا لأهله ومحبيه، أن اختاره الله من بينهم لهذه المنزلة الرفيعة، فهو جدير بها، فقد دخل في زمرة الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا. إن الشهادة هي أسمى درجات العطاء بعد النبوة، وهي تاجُ الكرامة في الدنيا، ورفعةُ المنزلة في الآخرة».
للشهداء مراتب وكراماتٍ عظيمة
قال «الشهيد يُشفّع في سبعين من أهله، وتُغفر له ذنوبه بأول دفقةٍ من دمه. والشهداء على نوعين:
فمنهم شهيد الدنيا، كمن مات غريقًا أو حريقًا أو مبطونًا، فهؤلاء نالوا أجر الصابرين.
أما شهيد الدنيا والآخرة، فهو من مات مدافعًا عن دينه ووطنه وماله وأرضه، كما قال النبي ﷺ: من قُتل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتل دون دينه فهو شهيد، ومن قُتل دون نفسه فهو شهيد، ومن قُتل دون أهله فهو شهيد.»
واختتم الدكتور إبراهيم رضا كلمته قائلًا:«رحم الله الصحفي صالح الجعفراوي، الذي صدع بالحق، وحمل قلمه دفاعًا عن الكلمة الصادقة، فكتب بمدادٍ من الإيمان، وختم مسيرته بدماءٍ طاهرةٍ تشهد له لا عليه. نسأل الله أن يتقبله في عليين، وأن يُلهم أهله الصبر والسلوان، وأن يجعل دمه نورًا يُضيء درب المخلصين».
استشهاد الصحفي صالح الجعفراوي
كشفت مصادر صحفية في قطاع غزة استشهاد المصور الصحفي صالح الجعفراوي، وسط اشتباكات تدور بين الأجهزة الأمنية وميليشيات مسلحة في عدد من مناطق القطاع.
من هو صالح الجعفراوي؟
يُعد صالح الجعفراوي (27 عامًا) من أبرز الوجوه الإعلامية الفلسطينية الشابة التي برزت خلال السنوات الأخيرة، إذ عرفه الجمهور العربي عبر مقاطع الفيديو التي كان يبثها من قلب الغارات والمجازر، ليصبح أحد أهم الأصوات التي نقلت معاناة غزة إلى العالم بلغات متعددة.
بدأ مسيرته كمصور حر في عام 2019، وبرز اسمه خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع عام 2023، حين وثق لحظات القصف الأولى وصرخات الناجين، مستخدمًا كاميرته وهاتفه كدرع في مواجهة الموت.
انتشرت تقاريره المصورة على نطاق واسع عبر إنستجرام وتيك توك ويوتيوب، قبل أن تُغلق حساباته أكثر من مرة بسبب ما وُصف بأنه “انتهاك لمعايير النشر”، وهي الحجة التي طالت العديد من الصحفيين الفلسطينيين الذين وثقوا جرائم الاحتلال.
كان صالح الجعفراوي قد كشف قبل أسابيع عن تلقيه تهديدات مباشرة بعد أن وصفه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بأنه “يستغل المآسي لتحقيق الشهرة”، وهي العبارة نفسها التي سبقت استهداف عدد من المراسلين الميدانيين مثل حسن إصليح وأنس الشريف، الذين استشهدوا في ظروف مشابهة.
وقد نجا الجعفراوي من إصابة خطيرة في يده عام 2024 أثناء تغطيته غارة استهدفت حي الشجاعية، لكنه واصل عمله متحديًا الخطر، قائلاً في إحدى مقابلاته: «الصحفي في غزة لا يختبئ من الموت، هو فقط يحاول أن يسبق الكاميرا بثانية قبل أن يسقط الركام عليه».