هل يغيب نتنياهو عن حضور قمة شرم الشيخ للسلام بسبب حماس ؟

قالت الدكتورة تمارا حداد، الباحثة السياسية الفلسطينية، إن دعوة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى قمة شرم الشيخ للسلام في حال تمت فعلاً فقد تعكس أن القمة تتناول قضايا تتجاوز ملف قطاع غزة، وتمتد إلى مستقبل السلام في المنطقة وتوسيع اتفاقيات أبراهام، في إطار ترسيخ رؤية لشرق أوسط أكثر استقراراً وسلاماً.
وأضافت الدكتور تمارا حداد أن وجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب عدد من القادة العرب والأوروبيين والإسلاميين، يشير إلى محاولة تأسيس نظام إقليمي جديد يقوم على ترتيبات أمنية وسياسية مختلفة تهدف إلى تحقيق سلام حقيقي وإيجابي في الشرق الأوسط.

تمارا حداد: رفض إسرائيل حضور القمة تكشف رفضها للسلام الحقيقي
وأوضحت حداد أن إذا حضر حضور نتنياهو فهذا قد يأتي بدفع وضغوط من ترامب لتعزيز أسس السلام والاندماج الطبيعي بين دول المنطقة، أما رفضه للحضور فسيكشف أنه لا يريد سلاماً حقيقياً، بل يسعى إلى فرض الاستسلام والخضوع وفق رؤيته الخاصة لتشكيل الشرق الأوسط الإسرائيلي القائم على فكرة خريطة إسرائيل الكبرى، وهو ما يتعارض مع مصالح الدول العربية وحتى مع المزاج العام في الولايات المتحدة.

وأكدت حداد أن استمرار نتنياهو في نهج التصعيد والحروب يهدف بالأساس إلى حماية موقعه السياسي والشخصي، لأنه يدرك أن وقف الحروب سيقوده إلى المحاسبة على قضايا الفساد وربما إلى السجن، لافتةً إلى أن الشارع الإسرائيلي نفسه بدأ يطالب بتنحيه، وأن قيادات من حزب الليكود تبحث عن بديل قادر على قيادة المرحلة المقبلة.

غياب نتنياهو عن حضور قمة شرم الشيخ
أثار غياب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن قمة شرم الشيخ للسلام، المقرر عقدها غدًا الإثنين، حالة من الجدل والتساؤلات داخل الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية، وذلك بعدما كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن وجود استياء رسمي وشعبي من عدم توجيه دعوة رسمية له للمشاركة في القمة الدولية، التي ستضم أكثر من 20 زعيمًا من قادة العالم، لمناقشة مستقبل قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.
وتعقد القمة برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مدينة شرم الشيخ، وسط زخم دبلوماسي غير مسبوق، وتُعد بمثابة إعلان رسمي عن وقف العمليات العسكرية في غزة، تمهيدًا لإطلاق مرحلة جديدة تتضمن على النحو التالي:
- مناقشات حول إعادة الإعمار
- بحث آليات نشر قوة دولية لحفظ السلام
- طرح نموذج لإدارة انتقالية في قطاع غزة
- تجاهل يُنظر إليه كإهانة دبلوماسية
ورغم أن إسرائيل تعد طرفًا أساسيًا في النزاع، فإن غياب نتنياهو عن القمة أثار استغرابًا واسعًا، لا سيما أن الاتفاق المرتقب توقيعه خلال القمة يتعلق بشكل مباشر بها.
وبحسب تقرير يديعوت أحرونوت، فإن استبعاد نتنياهو من الحضور ينظر إليه في الدوائر السياسية الإسرائيلية على أنه تجاهل متعمد وإهانة دبلوماسية، خصوصًا أنه يمثل الحكومة الإسرائيلية المعنية بشكل مباشر ببنود الاتفاق والمرحلة التي تلي وقف إطلاق النار.
ورجحت مصادر دبلوماسية أن يكون القرار بعدم دعوة نتنياهو نابعًا من تحفظات عدد من الدول المشاركة، التي أبدت رفضًا لحضوره بسبب جرائم الحرب على غزة، وما ترتب عليها من كوارث إنسانية وأضرار جسيمة بالقطاع.