وزير الري: النيل إرث مشترك.. وغياب الاتفاق حول السد يهدد الاسقرار

ضمن فعاليات "أسبوع القاهرة الثامن للمياه"، شارك الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، في جلسة "الاحتفال بمرور 50 عامًا على البرنامج الهيدرولوجي الحكومي الدولي" (IHP) التابع لمنظمة اليونسكو، حيث ألقى كلمة أكد خلالها على أهمية التعاون الدولي في إدارة الموارد المائية وتعزيز الأمن المائي.
وزير الري يهنئ "اليونسكو" بمرور خمسة عقود على الهيدرولوجي الحكومي الدولي
وهنّأ الوزير منظمة اليونسكو بمناسبة مرور خمسة عقود على البرنامج، مشيدًا بما حققه من إنجازات في مجالات علوم المياه والتعليم والتعاون الدولي، كما تقدم بخالص التهنئة للدكتور خالد العناني بمناسبة انتخابه مديرًا عامًا للمنظمة، مؤكدًا أن هذا الاختيار يعكس الثقة الدولية في الكفاءات المصرية ودورها المتنامي في تعزيز الدبلوماسية العلمية والحوار بين الثقافات.
وأكد سويلم على اعتزاز مصر بشراكتها الطويلة والمثمرة مع اليونسكو، ومساهمتها الفاعلة في دعم الاستدامة المائية والمرونة المناخية في القارة الإفريقية. وأشار إلى مشاركة مصر في الاحتفال الرئيسي بالذكرى الخمسين للبرنامج بمقر اليونسكو في باريس، والذي وفر منصة مهمة لتبادل الخبرات وتسليط الضوء على الربط بين قضايا المياه والعمل المناخي.
وتطرق الوزير إلى التحديات المائية التي تواجهها مصر، مؤكدًا أن 98% من مواردها المائية المتجددة تأتي من خارج الحدود، ويعد نصيب الفرد من المياه من الأدنى عالميًا، ما يجعل إدارة هذه الموارد المحدودة أولوية وطنية ومسؤولية وجودية، خاصة في ظل التغيرات المناخية والنمو السكاني المتسارع.
وفي السياق ذاته، شدد سويلم على إيمان مصر الراسخ بأن نهر النيل ليس ملكًا لدولة بعينها، بل هو شريان حياة وإرث مشترك لجميع دول الحوض، مشيرًا إلى حرص مصر الدائم على تعزيز التعاون مع دول الحوض في إطار من الشفافية والتفاهم المشترك.
وأشاد الوزير بجهود البرنامج الهيدرولوجي الحكومي الدولي في إحياء مشروع "FRIEND-Nile"، الذي أُطلق عام 2000 وساهم في تعزيز التعاون العلمي وتبادل البيانات الهيدرولوجية بين دول حوض النيل، موضحًا أن مرحلته الجديدة تعتمد على تقنيات علمية متقدمة لمواجهة التحديات المائية والمناخية المتزايدة.
وفيما يخص قضية سد النهضة، أعرب سويلم عن قلق مصر إزاء استمرار الإجراءات الأحادية في ملء وتشغيل السد من جانب إثيوبيا، مؤكدًا أن غياب اتفاق قانوني عادل وملزم يضر بالثقة ويهدد الاستقرار الإقليمي. وأضاف أن "الاحتفال المزعوم باكتمال السد رغم غياب الاتفاق لا يمنحه شرعية، ويعكس تجاهلًا واضحًا لحقوق دول المصب، ويبرز خطورة التشغيل الأحادي الذي يتنافى مع الأسس العلمية ومبادئ الإدارة التعاونية".
واختتم الوزير كلمته بالإشارة إلى أهمية "المياه الخضراء" التي تدعم الزراعة المطرية وتحافظ على الغابات والمراعي، موضحًا أن العلوم الحديثة أصبحت تتيح قياسها وإدارتها بدقة متناهية باستخدام تقنيات متقدمة مثل الأقمار الصناعية ومجسات رطوبة التربة، ما يجعل دمجها في السياسات الوطنية والإقليمية للمياه أمرًا حتميًا لتحقيق الأمن الغذائي والتكيف مع التغيرات المناخية.