حاتم صابر: قمة شرم الشيخ اختبار حقيقي لإرادة السلام.. ومصر تتحمل العبء

أكد العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الدولي، أن قمة شرم الشيخ للسلام المقررة غدا ليست مجرد لقاء دبلوماسي بين الزعماء، بل تعد "اختبارًا حقيقيًا لصدق النوايا" ومدى قدرة الأطراف المشاركة على تحويل الاتفاقات الموقعة إلى خطوات عملية على الأرض.
وقال حاتم صابر، في مداخلة هاتفية مع برنامج اليوم عبر فضائية DMC، إن المرحلة المقبلة لا تحتمل الشعارات أو البيانات الإنشائية، بل تحتاج إلى تنفيذ دقيق ومدروس، مشددًا على أن ما ستشهده القمة من قرارات يجب أن يترجم إلى واقع ملموس يشعر به المواطن العربي، وخاصة الشعب الفلسطيني الذي يدفع الثمن منذ عقود.
مصر في قلب المشهد.. والضامن الأقوى
وأشار حاتم صابر إلى أن مصر لعبت الدور الأبرز خلال العامين الماضيين في محاولة وقف نزيف الدم واحتواء التصعيد بين الأطراف، عبر جهود دبلوماسية متواصلة لوقف الحرب وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية.
وأكد حاتم صابر أن القاهرة، كعادتها، تتحمل الدور الأكبر والأصعب في إدارة المرحلة المقبلة، كونها الضامن الرئيسي لتنفيذ الاتفاق ومتابعة بنوده خطوة بخطوة، لافتًا إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق التي تشمل تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار ستكون الأسهل نسبيا، بينما المراحل التالية قد تواجه تحديات أعقد تتعلق بإعادة الإعمار وترتيبات الأمن داخل الأراضي الفلسطينية.
مشاركة دولية واسعة تعزز المصداقية
وشدد حاتم صابر على أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى جانب عدد كبير من القادة والزعماء تمنح القمة ثقلاً غير مسبوق ومصداقية دولية، مشيرًا إلى أن هذا الحضور الرفيع المستوى يجعل من الصعب على أي طرف المراوغة أو التنصل من الالتزامات، خاصة من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأوضح خبير مكافحة الإرهاب الدولي أن إسرائيل اليوم أمام لحظة فاصلة، فإما أن تنصاع لإرادة السلام العالمي أو تجد نفسها في مواجهة ضغط دولي غير مسبوق.
تحذير من التصريحات الإسرائيلية
وانتقد صابر بشدة تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بشأن نية بلاده تدمير شبكة الأنفاق بالتزامن مع تسليم الأسرى، معتبرًا أن مثل هذه التصريحات "غير مسؤولة" وقد تنسف جهود السلام بالكامل، لأنها تتناقض مع روح الاتفاق الجاري التفاوض حوله في القمة.
وأضاف أن وجود هذا الكم من الزعماء والقادة في شرم الشيخ يجعل التراجع أو التصعيد مستحيلًا سياسيًا وأخلاقيًا، وهو ما سيجبر الحكومة الإسرائيلية على الالتزام ببنود الاتفاق.