جمال سلام: مصر استعادت دورها التاريخي بصناعة السلام من شرم الشيخ

أكد الدكتور جمال سلام، أستاذ العلوم السياسية بجامعة السويس، أن الاتفاق المرتقب في شرم الشيخ يمثل نجاحًا كبيرًا للدبلوماسية المصرية، مشددًا على أنه ما كان لهذا الاتفاق أن يرى النور دون الدور المصري الفاعل الذي استطاع أن يوازن بين المصالح الإقليمية ويوقف نزيف الدم الفلسطيني، مؤكدًا أن توقيع الاتفاق على الأراضي المصرية وبحضور أكثر من 20 من قادة العالم يعكس ثقة المجتمع الدولي في القيادة المصرية وقدرتها على إدارة الأزمات.
الاتفاق يتضمن مراحل متعددة
وأضاف سلام أن الاتفاق يتضمن مراحل متعددة تبدأ بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ثم انسحاب تدريجي من قطاع غزة، مشيرًا إلى أن المرحلة الأولى هي الأهم لأنها توقف العدوان وتتيح دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مضيفًا أن الدور المصري كان حاسماً في إقناع الأطراف بالجلوس إلى طاولة المفاوضات بعد فشل محاولات سابقة على مدار عامين.
تعيين توني بلير على رأس الهيئة الدولية لإدارة قطاع غزة يأتي بقرار من ترامب
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن تعيين توني بلير على رأس الهيئة الدولية لإدارة قطاع غزة يأتي بقرار من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مبينًا أن هذه الخطوة ما تزال محاطة ببعض الضبابية وتحتاج إلى مزيد من التفاوض لتوضيح آليات التنفيذ، موضحًا أن الوجود العسكري الأمريكي في إسرائيل وليس داخل غزة يأتي فقط لضمان تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، بينما تبقى المراحل اللاحقة رهناً بالتطورات السياسية والميدانية.
واختتم سلام تصريحاته بالتأكيد على أن مصر لا تكتفي بدور الوسيط السياسي بل تتحرك إنسانياً داخل القطاع، حيث تدخل نحو 600 شاحنة مساعدات يومياً إلى غزة، متوقعًا أن يتسع الدور المصري خلال عملية إعادة الإعمار التي ستنطلق من الأراضي المصرية، لأن القضية الفلسطينية تمثل قضية أمن قومي لمصر قبل أن تكون قضية عربية أو دولية.
وفي سياق أخر، أكد اللواء طارق رسلان، الأمين العام ونائب رئيس حزب المؤتمر، أن اتفاق شرم الشيخ لإنهاء الحرب في غزة بدأ يظهر آثاره الإيجابية بوضوح على أرض الواقع، مشيرًا إلى أن الاتفاق يعكس ارتياحاً عالميًا واسعًا، ويمهد لتحسن ملموس في الوضع الإنساني داخل القطاع، بعد شهور من المعاناة والدمار.
ثمار الاتفاق تظهر ميدانيًا
وأوضح رسلان، في مداخلة هاتفية عبر قناة «إكسترا نيوز»، أن زيادة دخول المساعدات الغذائية وبدء التمهيد لإعادة إعمار غزة تمثل أولى ثمار هذا الاتفاق التاريخي، مشيرًا إلى أن سكان القطاع عبروا عن سعادتهم العارمة بالوصول إلى حل يُنهي معاناتهم، وسط أجواء احتفالية تجسد التطلع لبداية جديدة تنهي سنوات الحصار والألم.
اتفاق يفتح أفقاً سياسيًا جديدًا
وفيما يتعلق بالمستقبل السياسي، أشار نائب رئيس حزب المؤتمر إلى أن الاتفاق يمهد الطريق نحو استئناف المسار السياسي الفلسطيني، بعد انضمام فصائل جديدة إلى المفاوضات بجانب حركة حماس، وهو ما يعكس رغبة حقيقية في توحيد الصف الفلسطيني تحت قيادة موحدة، مضيفًا أن التجربة القاسية التي مر بها القطاع خلال العامين الماضيين دفعت الفصائل المختلفة إلى التوافق على إدارة غزة تحت كيان وطني واحد، بما يعزز المصالحة بين فتح وحماس ويقرب إنهاء الانقسام الممتد منذ سنوات.