ردا على «الإغراء ضرورة».. واعظة: هدم للذوق العام وتشويه لمفهوم الأنوثة|خاص

حذرت الدكتورة ميادة ثروت واعظة معتمدة بوزارة الأوقاف من دعوات «الإغراء ضرورة للمرأة»، مشددة على أن خلاف هذا الأمر هو الضرورة وعليها أن ترفع راية «الحياء زينة المرأة».
الحياء زينة المرأة
وقالت الواعظة بالأوقاف في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»: «في الآونة الأخيرة انتشرت على مواقع التواصل عبارات تروّج لفكرة أن الإغراء ضروري للمرأة، وأنه يزيد ثقتها بنفسها ويجعلها تعامل كالأميرات، وهذه فكرة باطلة دينيًا وأخلاقيًا ومجتمعيًا، تخدش بها الفطرة وتضعف القيم التي تحفظ كرامة المرأة.
وأكدت أن جعل الإسلام الحياء زينة للمرأة ورفعة لها، وقد أمر الله تعالى النساء بالعفة والستر فقال سبحانه: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ كما جاء في سورة النور الآية 31، كذلك قول النبي ﷺ: "الحياء شعبة من الإيمان"، وقال ﷺ أيضًا: "إن لكل دين خلقًا، وخلق الإسلام الحياء".
وأوضحت أنه ليس من الحياء ولا من الإيمان أن تستخدم وسائل الإغراء لكسب الإعجاب أو القبول، فالثقة الحقيقية تنبع من الطاعة والرضا عن النفس والتمسك بالعفة لا من التبرج أو المبالغة في المظهر. وأن القوة في الثبات على المبادئ، وفي أن تحترم المرأة نفسها وتفرض احترامها على الآخرين بأخلاقها وعقلها لا بمظهرها.
وأكدت أن هذه الدعوات تهدم الذوق العام وتشوه مفهوم الأنوثة، وتحول العلاقات إلى مظاهر سطحية خالية من المودة والاحترام، فحين يختفي الحياء من المجتمع يختل ميزان القيم ويضعف الترابط الأسري والاجتماعي.
وقد وعد الله من يحافظ على العفة والستر بالأجر العظيم فقال سبحانه في سورة النور الآية 30: ﴿وَالَّذِينَ يَغُضُّونَ أَبْصَارَهُمْ وَيَحْفَظُونَ فُرُوجَهُمْ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾، ومن هنا نقول إن وسائل التواصل ليست مساحة للفت الأنظار أو تقليد ما يُخالف قيمنا، بل هي أمانة ومسؤولية أمام الله والمجتمع. وهي وسيلة للتعبير الراقي، ونشر الخير، وتقديم القدوة الحسنة، وليست ميدانًا للمظاهر أو الاستعراض.
وأضافت الواعظة بالأوقاف: كل ما نعرضه يعكس شخصيتنا ويمتد أثره إلى غيرنا فلنستخدمها بما يليق بوعينا وديننا وقيمنا، قال تعالى في السورة ذاتها الآية 20: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ﴾.
وتوجهت ببعض الرسائل للمرأة المسلمة بما يلي:
• احرصي أن تكون صفحتك نموذجًا للحياء والاحترام.
• كوني قدوة للأجيال: اجعلي ما تنشرينه يعكس وعيك ويبني مجتمعا متماسكا قائم على الحياء والاحترام.
صححي مفاهيمك وارفعي راية الحياء
وناشدت الواعظة بالأوقاف على ضرورة الحذر من تلك الدعوات وأن تؤمن المرأة بأن الحياء ضرورة، قائلة:«قوة المرأة في حيائها، وعزّتها في إيمانها، وجمالها في أخلاقها، فكوني أنتِ، أيتها المرأة المسلمة، الجوهرة التي تُضيء العالم بنور الحياء والكرامة ولا تكوني رمزا للفساد الأخلاقي داخل مجتمع يحافظ على أبنائه بالقيم والمباديء الأخلاقية. لقول الله تعالى في الآية 19 من سورة النور: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.