صلاة الفجر قبل الشروق باطلة.. عالم أزهري يفند أكاذيب مصطفى راشد |خاص
جدل جديد فجره المدعو مصطفى راشد يتعلق بـ صلاة الفجر والوقت الصحيح لها، حيث زعم أن صلاة الفجر قبل ضوء النهار باطلة لأن كلمة الفجر في اللغة تعني انفجار ضوء النهار، وأنا بصلي بعد ضوء النهار ومش لازم أمشي ورا القطيع- على حد تعبيره خلال مناظره أجريت بموقع نيوز رووم-.
حكم صلاة الفجر بعد الشروق
وردا على مزاعم مصطفى راشد قال الدكتور عبدالحميد متولي رئيس المركز الإسلامي العالمي للتسامح والسلام في البرازيل وأمريكا اللاتينية، إن معنى «الفجر» لغةً هو انفجار الظلمة عن الصبح؛ وله فجران: كاذب (عمودي كذَنَب السِّرحان) وصادق ينتشر أفقياً وهو الذي تُبنى عليه الأحكام. هذا التعريف نصّت عليه أمهات المعاجم (لسان العرب، ومقاييس اللغة).
واستدل في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم» على ذلك من القرآن، حيث قال تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ﴾، أي أوّل بياضٍ أفقيّ يَشقّ ظلمة الليل وليس ضوءُ النهار الكامل. وقال تعالى أيضا: ﴿… وَقُرآنَ الفَجْرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجْرِ كانَ مَشْهُودًا﴾؛ والمراد صلاة الفجر وقت ظهور الفجر الصادق قبل طلوع الشمس.
ومن السنة بين العالم الأزهري أن النبي ﷺ كان يُصَلِّي الصُّبح بغَلَس (ظلام آخر الليل)، حتى إنَّ النساءَ لا يُعرَفن من الظُّلمة عند انصرافهنّ، وهذا نصٌّ صريح أنّه كان يُصلِّي قبل الإسفار وقبل ظهور ضوء النهار الكامل.
وبيت أن الفجر فجران: أمّا العموديّ فلا تُحلّ الصلاة ولا يُحرِّم الطعام، وأمّا الأفقيّ المنتشر فيُحلّ الصلاة ويُحرّم الطعام للصائم.
حدُّ نهاية الوقت: قال ﷺ «مَن أدرك ركعةً من الفجر قبل طلوع الشمس فقد أدرك الفجر»؛ فدلّ على أنّ طلوع الشمس هو نهاية وقت الأداء.
وحول إجماع الفقهاء، قال: يدخل وقت الصبح بطلوع الفجر الصادق وينتهي بطلوع الشمس؛ نقله ابن قدامة، وابن رشد، وغيرهما، وقرّرته الموسوعات الفقهية.
متى تجب صلاة الفجر؟
وشدد على أن صلاة الفجر تجب من ظهور الفجر الصادق (البياض الأفقي) إلى طلوع الشمس. أداءها بعد طلوع الشمس ليس أداءً في الوقت، بل قضاءٌ لمن فاتته، ومن تعمّد التأخير آثم. فالقول إن «الفجر بعد ضوء النهار» مخالف للنصوص واللغة والإجماع. واتِّباعُ المُحكَم من القرآن والسنّة وإجماع الأمة ليس «مشيًا خلف القطيع»، بل هو اتباعٌ لله ورسوله.
وشدد: إن استيقظت بعد الشروق، فصلِّها فورًا قضاءً واستغفر، واحرص على الأذكار والأسباب المعينة على الاستيقاظ، والله يتقبّل منا ومنك.
الإفتاء تحسم الجدل حول توقيت صلاة الفجر
بدورها أكدت دار الإفتاء أن التوقيتُ الحاليُّ لصلاة الفجر في الديار المصرية صحيحٌ بلا ريب، ويَجبُ الأخذُ به، وصلاة الفجر بعد الأذان مباشرة صحيحةٌ شرعًا؛ لأنَّ هذا التوقيت ثابِتٌ بإقرارِ الـمُتخصِّصين من الفلكيين والشرعيين.
وشددت على أن دعوى الخطأ في تحديد أهل العلم لوقت الفجر دعوى باطلة؛ لم تُبْنَ على علم شرعي أو كوني صحيح، وهي تَعَدّ على أهل العلم وأولي الأمر، وشَقٌّ لاجتماع المسلمين على ما ارتضاه الله لهم من الأخذ بما صوَّبه العلماء، فلا يجوز القول بها ولا نشرها في الناس.
