عاجل

مناصرة لإسرائيل ومدعومة من أمريكا.. الوجه الآخر للفائزة بجائزة نوبل للسلام

ماريا كورينا ماتشادو
ماريا كورينا ماتشادو

أعلن القائمين على جائزة نوبل للسلام، اليوم الجمعة، أن الفائزة بالجائزة المرموقة لعام 2025 هي الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، التي لها وجه آخر غير متعارف عليه، فهي مؤيدة للإبادة الجماعية في غزة ومدعومة من أمريكا.

مدعومة من أمريكا

وفقًا للجنة، فماتشادو موافية لمعايير الفوز بجائزة نوبل، ورغم أنه لا توجد معايير محددة، إلا أن وصية الدكتور نوبل، والتي تنص على أن الجائزة يجب أن تذهب إلى الشخص الذي قام بـ "أفضل الأعمال من أجل الأخوة بين الأمم، ومن أجل إلغاء أو تقليص الجيوش النظامية، ومن أجل عقد مؤتمرات السلام وتعزيزها".

ماتشادو، هي زعيمة المعارضة الفنزويلية، المدعومة في الأساس من الولايات المتحدة الأمريكية للإطاحة بالرئيس الفنزولي المُعادي لأمريكا، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في أغسطس الماضي، عن مكافأةَ لمن يُدلي بمعلوماتٍ تُفضي إلى اعتقال الرئيس الفنزولي نيكولاس مادورو، مُتهمةً إياه بأنه "أحد أكبر مُهربي المخدرات في العالم"، وفقًا لصحيفة البي بي سي.

وبلغت المكافأة 50 مليون دولار، ووصفت الحكومة الفنزويلية هذه الخطوة بأنها "مُثيرة للشفقة".

بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فلم يتوقف العداء إلى هذا الحد، ففي 2024، اعترفت الولايات المتحدة بزعيم المعارضة الفنزويلية إدموندو جونزاليس رئيسا شرعيا منتخبا للبلاد، في أعقاب الانتخابات التي جرت في يوليو، والتي اتهم فيها الرئيس نيكولاس مادورو من قبل معارضيه المحليين بالادعاء الكاذب بالفوز.

كما شككت الولايات المتحدة في مزاعم مادورو بالنجاح في الانتخابات، التي أظهرت استطلاعات الرأي السابقة للانتخابات أنه في طريقه إلى الخسارة بفارق كبير، ورفضت حكومة مادورو الدعوات لنشر بيانات قد تؤكد فوزه.

ما يؤكد صحة التقارير، هو أن ماتشادو  لم تكن المرشحة الأبرز، فكان مرشحين متوقعين آخرين، مثل منظمة غرف الطوارئ السودانية، وهي منظمة غير حكومية عربية استطاعت أن تجمع المواطنين السودانيين من أجل مساعدة بعضهم في كل التخصصات، من أجل سد فراغ انهيار الدولة، واستطاعت أن تقوم بمهام العلاج والإطعام والتعليم في معظم ولايات السودان التي تعرضت للدمار على يد مليشيات الدعم السريع، وفقًا لموقع “global dispatches”.

النضال من أجل إعادة الديمقراطية إلى فنزويلا واستعادة العلاقات مع إسرائيل مع ماريا كورينا ماتشادو
النضال من أجل إعادة الديمقراطية إلى فنزويلا واستعادة العلاقات مع إسرائيل مع ماريا كورينا ماتشادو

داعمة لإسرائيل

وفقًا لصحيفة فوز ماشادو أثار ابتهاجًا في إسرائيل، حيث طالبت المعارضة الفنزويلية بإعادة العلاقات بين البلدين وتعزيزها، وهي العلاقات التي قطعتها إدارة الرئيس السابق هوجو تشافيز خلال حرب غزة 2008-2009.

وفقًا لقناة “i24news”، العبرية، كان الحزب المعارض الذي تترأسه ماشادو، حزب فينتي فنزويلا “Vente Venezuela”، قد وقع في عام 2020 على اتفاقية تعاون مع حزب الليكود الإسرائيلي، بهدف تعزيز العلاقات بين الشعبين، تضمنت التعاون في الشؤون السياسية والأيديولوجية والاجتماعية والاستراتيجية والجغرافية السياسية والأمنية.

وصرحت ماشادو علنا بأن القوى الديمقراطية في فنزويلا وإسرائيل لها "عدو مشترك" يتمثل في "القوى الإجرامية التي تقوض الحرية والسلام في العالم".

كما سلطت ماشادو الضوء على دعم فنزويلا التاريخي لإسرائيل، مشيرة إلى أن فنزويلا كانت إحدى الدول التي أيدت قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة رقم 181، والذی تبعه إنشاء الدولة عام 1948، وأيضًا ناشدت أفراد الجالية اليهودية الذين غادروا فنزويلا على مر السنين العودة والمساعدة في إعادة بناء الأمة.

وتنظر ماشادو إلى توطيد العلاقات مع الكيان على أنه أمر استراتيجي، "في مواجهة التهديدات مثل تهديد إيران".

ومن الجدير بالذكر أن حزبها ارتبط بعلاقات مع أحزاب اليمين المتطرف الأوروبية، ومنها أحزاب معادية للسامية، مما أثار مخاوف بشأن توجهات كراهية الإسلام ومعاداة الأجانب.

لماذا خسر ترامب وفازت ماتشادو بجائزة نوبل للسلام؟

قالت لجنة نوبل النرويجية، في إعلانها عن الفائز، أن الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، الفائزة بجائزة نوبل للسلام لهذا العام، أنها كرمت "النساء والرجال الشجعان الذين وقفوا في وجه القمع، والذين حملوا أمل الحرية في زنزانات السجون، وفي الشوارع وفي الساحات العامة، والذين أظهروا بأفعالهم أن المقاومة السلمية يمكن أن تغير العالم".

وأضافت اللجنة: "خلال العام الماضي، اضطرت السيدة ماتشادو إلى الاختباء رغم التهديدات الخطيرة التي وُجهت إليها. وقد بقيت في البلاد، وهو خيار ألهم الملايين".

وزادت اللجنة إنه "من الضروري" تكريم "المدافعين الشجعان عن الحرية" والديمقراطية، كما ذكرت اللجنة أن "ماريا كورينا ماتشادو تلبي المعايير الثلاثة المذكورة في وصية ألفريد نوبل لاختيار جائزة السلام".

وأردفت: "لقد وحدت صفوف المعارضة في بلدها. ولم تتردد قط في مقاومة عسكرة المجتمع الفنزويلي. وكانت ثابتة في دعمها للانتقال السلمي إلى الديمقراطية".

أدوار بارزة لماتشادو

ذكرت لجنة نوبل أبرز أدوار ماتشادو، والتي جاءت كالتالي:

  • باعتبارها مؤسسة منظمة سوماتي، وهي منظمة مكرسة للتنمية الديمقراطية، دافعت ماتشادو عن إجراء انتخابات حرة ونزيهة منذ أكثر من 20 عامًا.
  • لقد أمضت سنوات في العمل من أجل حرية الشعب الفنزويلي قبل انتخابات عام 2024.
  • كانت ماتشادو مرشحة المعارضة للرئاسة، لكن النظام منع ترشحها، ثم دعمت ممثل حزب آخر، إدموندو جونزاليس أوروتيا، في الانتخابات.
  • حشد مئات الآلاف من المتطوعين من مختلف التوجهات السياسية، وتلقوا تدريبًا كمراقبين للانتخابات لضمان انتخابات شفافة ونزيهة، رغم خطر تعرض المواطنين للمضايقة والاعتقال والتعذيب.
  • وتأكدوا من توثيق النتائج النهائية، قبل أن يتمكن النظام من تدمير بطاقات الاقتراع والكذب بشأن النتيجة.

لجنة نوبل: سلامة ماتشادو وأمنها تم أخذهما في الاعتبار قبل قرار منحها الجائزة

قال رئيس اللجنة فريدن، عندما سأله الصحفيون عن الاعتبارات التي وضعتها اللجنة لسلامة ماتشادو وأمنها عند منحها الجائزة: "هذا هو النقاش الذي نجريه كل عام مع جميع المرشحين، وخاصة عندما يكون الشخص الذي يحصل على الجائزة مختبئًا في الواقع بسبب تهديدات خطيرة لحياته".

تم نسخ الرابط