شكر لله واعتراف بفضله.. ما حكم الاحتفال بانتصارات أكتوبر المجيدة؟

ما حكم الاحتفال بانتصارات أكتوبر؟ وما الرد على من يقلل من شأنها؟، سؤال يكثر البحث عنه خاصة في ظل غياب الوعي الكافي وتزايد حملات التشكيك من قبل الجماعات المتطرفة التي لا تؤمن بالوطن ولا تعترف بفضله.
ما حكم الاحتفال بانتصارات أكتوبر المجيدة؟
وفي تصريحات خاصة لـ نيوز رووم كشف الشيخ أحمد السيد الواعظ بالأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية بمنطقة الدقهلية، عن الحكم الشرعي للاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، حيث قال، إن الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر من المناسبات الوطنية المشروعة التي يُظهر فيها الناس شكرَهم لله تعالى على ما أنعم به من نصرٍ وعزةٍ وكرامةٍ لمصر والأمة العربية.
وتابع: قد أمرنا الله تعالى بذكر نعمه وشكرها، فقال سبحانه: ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾ [المائدة: 7]، وقال عزّ من قائل: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ [إبراهيم: 5]، أي: بأيّامِ نِعَمِه وآلائه التي أنعم بها على عباده.
وشدد على أن انتصار أكتوبر أحد أيام الله العظام التي تجلَّت فيها معاني الإيمان والشجاعة والفداء، وظهر فيها صدقُ الاعتماد على الله، ووحدةُ الصف، وكرامةُ الوطن. ومن ثمَّ فإحياء ذكراها بما يُبرز البطولات ويغرس حب الوطن والولاء له في قلوب الأجيال هو عملٌ وطني وديني محمود، ما دام خاليًا من المحرمات أو المظاهر المنافية للدين.
حكم من يقلل من قيمة الوطن
أما من يقلّل من شأن هذه الانتصارات، أو يزعم أنها لا تستحق الاحتفاء، فذلك قولٌ يُخالف الواقع والتاريخ والوجدان، ويُضعف الروح الوطنية التي حثّ عليها الشرع الحنيف؛ إذ يقول النبي ﷺ: «مَن قُتِلَ دونَ مالِهِ فهو شهيد، ومَن قُتِلَ دونَ دِينِهِ فهو شهيد، ومَن قُتِلَ دونَ أهلِهِ فهو شهيد» رواه أبوداود، والترمذي، وقال: «حديث حسن صحيح».
فكل من دافع عن وطنه وعرضه وأرضه وماله إنما هو في سبيل الله، وإحياءُ ذكراه تكريمٌ لمعاني الجهاد والتضحية، لا يُنافي الدين بل يعضده ويؤكد مقاصده.
وخلاصة القول: الاحتفال بانتصارات أكتوبر مشروعٌ ومحمود؛ لأنه تعبير عن شكر الله واعتراف بفضله، وتقديرٌ لتضحيات الأبطال الذين حفظوا للوطن كرامته، ومن يقلل من شأنه إنما يُجافي الحقيقة ويضعف روح الانتماء، وهو بذلك يُسيء إلى ذاكرة الأمة وتاريخها المجيد.