هل شرب كمية أكبر من الماء يساعدك على التغلب على التوتر؟

أصبح التوتر حالة طبيعية لدى معظمنا، سواءً كان ذلك بسبب التوفيق بين المواعيد النهائية، أو الإشعارات التي لا تنتهي، أو حتى محاولة مواكبة روتين الحياة اليومي، ورغم وفرة النصائح حول كيفية الحفاظ على الهدوء، إلا أن معظمها يبدو غير واقعي أو قصير الأمد.

ولكن ماذا لو كان شرب المزيد من الماء مفيدًا بالفعل؟

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الترطيب قد يلعب دورًا أكبر في إدارة التوتر مما يدركه معظم الناس.

كيف يؤثر التوتر على أجسامنا؟

يُحفز التوتر سلسلةً من ردود الفعل في جسمك، مُفرزًا هرموناتٍ مثل الكورتيزول والأدرينالين، وتُفيد هذه الهرمونات بشكلٍ سريع، فهي تُنشط حواسك وتهيئك للفعل، ولكن عندما يُصبح التوتر مُزمنًا، يبقى جسمك في حالة نشاطٍ مُفرط، والنتيجة؟ الصداع، والتعب، والانفعال، وضعف التركيز، وحتى مشاكل الهضم.

هل يُمكن لشرب المزيد من الماء أن يُحل هذه المشاكل؟

يمكن أن يُفاقم الجفاف هذه الأعراض، ​​فعندما لا تشرب كمية كافية من الماء، يُدرك جسمك ذلك كنوع من التوتر، مما قد يرفع مستويات الكورتيزول، وهو الهرمون الذي تحاول التحكم فيه.

العلاقة بين الترطيب والتوتر

أظهرت العديد من الدراسات المُراجعة من قِبل الأقران خلال العقد الماضي وجود روابط ثابتة بين حالة الترطيب وتفاعل الجسم مع الإجهاد، ببساطة، كلما قل شرب الماء، زادت ردود فعل الجسم المُفرطة تجاه الإجهاد.

في دراسة أُجريت عام 2025 من جامعة ليفربول جون موريس، ونُشرت في مجلة علم وظائف الأعضاء التطبيقية، تم فحص بالغين يتفاوت معدل استهلاكهم اليومي من الماء، أظهر أولئك الذين اعتادوا على شرب كميات أقل من الماء ارتفاعًا ملحوظًا في مستوى الكورتيزول اللعابي خلال اختبار الإجهاد النفسي والاجتماعي مقارنةً بمن حافظوا على ترطيب جيد، ومن المثير للاهتمام أن كلتا المجموعتين أبلغتا عن مستويات متشابهة من القلق، مما يشير إلى أن الاختلاف في التوتر لم يكن نفسيًا، بل بيولوجيًا.

كيف يؤثر الماء على الكورتيزول؟

يلعب الكورتيزول، المعروف غالبًا باسم "هرمون التوتر"، دورًا رئيسيًا في كيفية تفاعل أجسامنا مع التحديات، فبينما تساعدنا دفعات الكورتيزول القصيرة على التعامل مع التوتر الفوري، فإن ارتفاعه المستمر قد يُسبب اضطرابات في النوم والتمثيل الغذائي والمناعة.