عاجل

الشيخ عصام الفقي: حب الوطن فطرة إلهية قرنها القرآن بقتل النفس

حب الوطن
حب الوطن

قال الشيخ عصام الفقي، من علماء وزارة الأوقاف، إن الأفكار التي تروج بأن "الوطن مجرد حفنة من تراب" هي أفكار هدّامة لا تفقه حقيقة الوجود الإنساني، مشدداً على أن حب الأوطان هو فطرة أودعها الله في النفوس.

الفطرة التي تشمل الحيوان والإنسان

أوضح الشيخ عصام الفقي خلال لقائه عبر قناة الشمس، أن الوطن ليس كياناً مادياً بلا قيمة، بل هو شعور فطري راسخ، مبيناً أن هذه الفطرة تتجاوز الإنسان لتشمل عالم الحيوان، مستدلاً بحنين الطيور إلى أعشاشها ووطنها، ورغاء الإبل حين تعود إلى أوكارها وأراضيها.

وأشار الشيخ عصام الفقي  إلى تعريف الأديب رفاعة الطهطاوي للوطن بأنه "وطن الإنسان الذي فيه درج، وعلى أرضه نشأ، وغذته تربته ونمّته".

دلالات الموقف النبوي والقرآني

وأكد الشيخ عصام الفقي أن الموقف النبوي الشريف يُعد دليلاً قاطعاً على رسوخ هذا الحب، مستحضراً مشهد خروج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة وقد ناجى الكعبة قائلاً: "والله إنك لأحب بلاد الله إليّ، وأحب بلاد الله إلى قلبي، والله لولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت".

وأضاف الشيخ عصام الفقي أن النبي، بعد هجرته إلى المدينة المنورة، دعا الله أن يجعل حُبه للمدينة كحُبه لمكة أو أشد، كما كان يحرص على استقصاء أخبار مكة، ما يؤكد عظم مكانة الوطن في قلبه.

خطورة الأفكار الهدامة

في سياق متصل، نوه إلى أن القرآن الكريم قرن الخروج من الوطن بقتل النفس، مستشهداً بالآية الكريمة: “ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم”، ما يدل على أن خروج الإنسان من وطنه يوازي في العظم فقدان حياته.

و أن العرب قديماً كانوا يأخذون من تراب أوطانهم قبل خوض المعارك، فإذا ما حمي الوطيس استنشقوا عبير هذا التراب ليكون حمية وحافزاً لهم، ليثبتوا بذلك أن التراب هو رمز للحياة والكرامة، وليس مجرد مادة مهملة.

دلالة الآية الكريمة

وأكد أن أمن مصر ليس مجرد وعد سياسي أو ظرف تاريخي عابر، بل هو بشرى قرآنية دائمة وضمان إلهي متجذر في تاريخ البلاد وحاضرها.

وقال إن الآية الكريمة التي جاءت على لسان نبي الله يوسف عليه السلام: "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"، تتجاوز كونها عهد أمان مؤقت لعائلته وأهله، لتصبح وعداً إلهياً بأمان شامل لأهلها.

أوضح أن البعض يحاول اختصار دلالة الآية في زمن النبي يوسف فقط، لكن الإشارة إلى المشيئة الإلهية ("إن شاء الله") تعكس نور الجلال على الإنجاز، مؤكداً أن الأمان في مصر هو أمان الله حتى لو دارت أو اندلعت أحداث مؤقتة.

تم نسخ الرابط