عاجل

قدسية حب الوطن.. محمد أبو بكر يؤكد: عشق مصر واجب وفرض كالصلاة

حب الوطن
حب الوطن

أكد الشيخ محمد أبو بكر، الداعية الإسلامى، على ضرورة ترسيخ مفهوم حب الوطن في النفوس، مشيرًا إلى أن محاولات بعض التيارات لتفريغ هذا المفهوم من معناه والحديث عن "عالمية" تتجاوز الأوطان، تتعارض مع الفطرة والشرع.

البعض يروج لفكرة قصر المحبة على الدين فقط

وأوضح أبو بكر، خلال لقائه عبر قناة النهار، أن البعض يروج لفكرة قصر المحبة على الدين فقط، ويحاولون وضع حب الوطن في تعارض مع حب الإسلام، وهو ما نفاه جملةً وتفصيلاً، مؤكدًا أن حب الوطن فرض وواجب لا يتناقض مع الإيمان.

وأشار إلى سؤال صادم طرحه على الجمهور في جمعة سابقة حول أي البلاد أحب إلى قلوبهم: مكة والمدينة أم مصر؟، لافتًا إلى أن الإجابة الفطرية للجميع، والتي تشمل محبة الله والكعبة ومصر كبلد ومواطنين، تعكس رسوخ هذا الحب.

وتابع في تحليله للإجابة، مستطردًا أن محبة مكة والمدينة تعود لعلل تعبدية (وجود البيت الحرام) وجمالية (وجود الرسول صلى الله عليه وسلم)، لكنه أكد بحسم: "إن أخرجت مكة من وجود البيت الحرام، وإن أخرجت المدينة من وجود النبي العدنان، صارت مصر واجبًا فرضًا كالصلاة".

 القاعدة الراسخة في حب الأوطان

ونوه أبو بكر إلى القاعدة الراسخة في حب الأوطان، حتى في أصعب الظروف، مستشهداً بالمثل القائل: "بلدي وإن جارت عليّ عزيزة وأهلي وإن ضنّوا عليّ كرام".

وأضاف أن هذا المفهوم مستمد من سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، حيث ذكر أن الرسول، رغم القسوة التي لاقاها من أهل مكة، وقف على عتباتها باكيًا متأسفًا قائلاً: "والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله وأحب بلاد الله إلى قلبي، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت".

وشدد على أن النبي لم يستطع أن يتخذ المدينة وطنًا بديلاً بشكل كامل، بل ظل حب مكة في قلبه وعقله، مستدلًا بنزول قوله تعالى: (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام)، كما أشار إلى أن الصحابة كانوا يتلمسون القادمين من مكة ليشموا غبارها.

واستطرد "الخطيب" في بيان قدسية الوطن، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمنا حتى الشوق لماء الوطن، حيث كتب لسهيل بن عمرو يطلب منه إرسال بعض من ماء زمزم إلى المدينة المنورة، موضحًا أن هذا كان لغرس أن "حتى الماء ماء الوطن له قدسية وله منزلة".

واختتم الخطيب حديثه مؤكدًا أن حب الوطن فرض، وأن الله سيسألنا عن هذا الحب والإخلاص، مختتمًا بأن من يموت دون وطنه هو "شهيد الدنيا والآخرة"، وهذا دليل على المكانة العظيمة التي خص بها الله سبحانه وتعالى فداء الوطن.

تم نسخ الرابط