بعد خطة ترامب لوقف النار في غزة.. هل اقتربت نهاية الحرب؟

حث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحكومة الإسرائيلية على وقف القصف على غزة، بعد إعلان حركة حماس موافقتها على إطلاق سراح الرهائن وقبولها عددًا من البنود الجوهرية في الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب، ما قد يمهد لنهاية صراعٍ استمر لعامين.
وأعلنت إسرائيل أنها ستبدأ التنفيذ الفوري للمرحلة الأولى من الخطة، التي وافق عليها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال زيارته الأخيرة لواشنطن.
وعلى الرغم من هذا التطور، لا تزال هناك عقبات جوهرية، أبرزها الجدول الزمني غير الواضح، والتحديات اللوجستية في غزة، إلى جانب قضايا معلقة مثل نزع سلاح حماس والانسحاب الإسرائيلي.

هدنة.. أم توقف مؤقت؟
ورغم دعوة ترامب العلنية لوقف القصف، تحدث سكان في غزة عن قصف عنيف استمر لساعات بعد تصريحاته، إلا أن وتيرة الغارات انخفضت، وسط مؤشرات على هدوء نسبي في بعض المناطق، تخللته انفجارات متفرقة.
ويثير هذا التراجع في العمليات الميدانية تساؤلات حول ما إذا كانت الحرب تقترب من نهايتها بالفعل، أو إن كانت هدنة مؤقتة قد تخرق كما حدث من قبل.
خطة ترامب.. هل تنهي الحرب؟
تتضمن الخطة الأمريكية 20 بندًا رئيسيًا، وتعهد ترامب بأنه "مصمم على إنهاء الصراع"، واصفًا المبادرة بأنها لا تقتصر على غزة، بل تهدف لتحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط.
ويواجه الاتفاق اختبارات حقيقية؛ فقد فشلت محاولتان سابقتان لوقف إطلاق النار منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، ولم تستمر إحداهما سوى أسابيع.
كما أن رد حماس، رغم قبوله المبدئي، ترك عدة قضايا دون حسم، وعلى رأسها نزع السلاح، وهو أحد أبرز مطالب إسرائيل.
خلافات حول إدارة غزة ونزع السلاح
ورغم قبول حماس بمبدأ وقف الحرب، فإنها طالبت بـ"انسحاب كامل" لإسرائيل من القطاع، في حين تنص الخطة الأمريكية بالانسحاب على مراحل إلى نقاط محددة.
كما أعلنت حماس استعدادها لتسليم إدارة غزة إلى "هيئة فلسطينية مستقلة من التكنوقراط" بالتوافق الوطني، بينما تنص خطة ترامب على تشكيل لجنة فلسطينية مؤقتة تحت إشراف دولي، برئاسة ترامب، وبمشاركة شخصيات مثل توني بلير.

مستقبل حماس
ولكن عن مستقبل حماس، فقد اكتفت الحركة بالقول إنها ستكون جزءًا من إطار وطني فلسطيني جامع، من دون الإشارة إلى نزع السلاح، الذي ظل خطًا أحمر ترفضه الحركة علنًا.
رهائن ومعضلات ميدانية
تشمل الخطة إطلاق سراح جميع الرهائن، أحياءً وأمواتًا، خلال 72 ساعة من موافقة إسرائيل، ولكن رد حماس لم يلتزم صراحة بالمهلة، واكتفى بإعلان استعداد فوري للتفاوض على التفاصيل عبر الوسطاء.
وتشير مصادر مقربة من الحركة إلى أن تسليم الجثامين قد يستغرق وقتًا أطول بسبب صعوبة الوصول إلى مواقع الدفن تحت أنقاض القصف الإسرائيلي.
حسابات سياسية على طرفي الصراع
ويرى محللون سياسيون أن نتنياهو وافق على الخطة لأسباب سياسية، من أجل البقاء قريبًا من ترامب والحفاظ على دعم الولايات المتحدة، دون تقديم تنازلات جوهرية تغضب شركاءه في الائتلاف الحاكم، خاصة من التيار الديني المتشدد.
من جهتها، اتخذت حماس موقفًا وصفه محللون وخبراء بأنه "نعم مشروطة"، سمح بنقل الضغوط إلى إسرائيل والدول العربية الداعمة للوساطة، مثل قطر ومصر، دون خسارة موقفها الميداني والسياسي بالكامل.