على غرار مدرسة بحر البقر
الاحتلال يدمر جامعة الأزهر بغزة.. فلسطينيون: حين يقصف الصرح تبقى الرسالة خالدة

جريمة أخرى يرتكبها الاحتلال في فلسطين، حيث حمل قصفه لجامعة الأزهر بغزة تدميرًا لصرحٍ إسلامي وسطي، ومع التدمير الكامل للمبنى بقيت رسائل الفلسطينيون تبرهن أنه حين يُقصف الصرح تبقى الرسالة خالدة.
تدمير جامعة الأزهر بغزة
يقول محمد الهادي السعافين: درستُ الثانوية في المعاهد الأزهرية، التي كانت مهد العلم وبذرة النور في غزة في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وبرعاية وجهد سماحة الشيخ محمد حسن عوّاد رحمهما الله، وتشرفتُ بالعمل فيها سنين طويلة، خادمًا لرسالة الأزهر الشريف وحاملًا لوائه.
وتابع: من رحم تلك المعاهد المباركة انبثقت جامعة الأزهر بغزة، فكانت الامتداد الطبيعي لمسيرة الأزهر في فلسطين، ومنارةً للفكر الوسطي والعلم الأصيل.
وأكمل: في جامعة الأزهر درستُ الليسانس والدراسات العليا، فكانت بيتًا للعلم وموئلًا للعلماء، وذاكرةً لا تُنسى في حياتي الأكاديمية والإنسانية. واليوم، وأنا أرى ركامها، أشعر بوجعٍ عميق، وكأن قلبي يُسحق مع كل حجرٍ تهدّم، وكأن كل ذكرى وكل لحظة علم ومثابرة تُدفن تحت الأنقاض،،، شعورٌ بالغصة والحزن، لا يطفئه إلا صبر الأمل وإيماننا بأن العلم باقٍ.
تأسيس جامعة الأزهر بغزة
تأسست الجامعة بأمرٍ من الرئيس الشهيد ياسر عرفات، ووُضع حجر أساسها في عهده، وكان الشيخ الجليل محمد حسن عوّاد — رحمه الله — أول رئيس لمجلس أمنائها، فيما تولّى الأستاذ الدكتور رياض حسن الخضري — حفظه الله — رئاستها الأولى.
ومنذ نشأتها، خرّجت الآلاف من الطلبة والعلماء، والقادة والمفكرين، ورجال الدولة والثورة، فكانت بحق جامعة الوطن، وجامعة الثورة والدولة، وجامعة العلم والمجد والبقاء.
وأكمل: لكن اليوم، وقد تحولت جدرانها إلى حطام، وأصبحت القاعات التي شهدت خطواتنا وأحلامنا صامتةً، أتذكّر كل ضحكة، وكل درس، وكل لحظة اجتهاد، وأشعر بالألم العميق على ما فقدناه.
وشدد: مع كل هذا الحزن، يبقى الأزهر حيًّا في قلوبنا، لأن العلم لا يُقصف، والفكرة لا تموت، وما أُسس على النور باقٍ رغم الركام.
سلامٌ على قاعاتها وممرّاتها، على أساتذتها وطلبتها، وسلامٌ على جامعة الأزهر بغزة، التي وُلدت من رحم المعاهد الأزهرية، بأمرٍ من الرئيس الشهيد ياسر عرفات، فبقيت منارةً للعلم، وصوتًا للوطن، وذاكرةً خالدة في وجداننا.