بعد 11 عامًا: لماذا أغلق متحف مدام توسو للشمع أبوابه في بكين؟
في خبر أثار حزن الكثير من عشاق التماثيل الشمعية والسياح، أغلق متحف مدام توسو للشمع أبوابه نهائيًا في العاصمة الصينية بكين يوم الأول من أكتوبر 2025. هذا الإغلاق يأتي بعد مرور 11 عامًا على افتتاح متحف مدام توسو للشمع الذي كان وجهة شهيرة للزوار من جميع الأعمار، حيث يقدم تماثيل شمعية واقعية لنجوم العالم في مجالات الرياضة والفن والسياسة. كان متحف مدام توسو للشمع مكانًا يجمع بين الترفيه والثقافة، ويجذب ملايين السياح سنويًا، لكن الآن يودع بكين هذا الرمز الترفيهي وسط تساؤلات عن أسباب هذا القرار وتأثيره على المدينة.
تاريخ افتتاح متحف مدام توسو للشمع ونجاحاته
بدأت قصة متحف مدام توسو للشمع في بكين عام 2014، كفرع من سلسلة عالمية مشهورة بدأت في لندن قبل أكثر من قرنين. كان الموقع في وسط المدينة يجعله سهل الوصول، وسرعان ما أصبح نقطة جذب رئيسية للسياح والسكان المحليين. على مدار السنوات، عرض متحف مدام توسو للشمع تماثيل لشخصيات بارزة مثل لاعبي كرة السلة ياو مينغ وكوبي براينت، بالإضافة إلى نجوم كرة القدم مثل ديفيد بيكهام. كانت أسعار التذاكر معقولة، تتراوح بين 60 و139 يوانًا، مما ساعد في جذب جمهور واسع. هذا المتحف لم يكن مجرد مكان للصور، بل تجربة تفاعلية تجعل الزوار يشعرون وكأنهم بين المشاهير.

أسباب إغلاق متحف مدام توسو للشمع
أعلنت إدارة متحف مدام توسو للشمع أن السبب الرئيسي للإغلاق هو انتهاء عقد الإيجار وتعديلات في استراتيجية العلامة التجارية. هذا القرار لم يكن مفاجئًا تمامًا، فقد أغلق فرع آخر في تشونغتشينغ قبل أشهر قليلة بعد 9 سنوات من التشغيل. يرتبط الأمر أيضًا بتحديات اقتصادية، مثل ارتفاع تكاليف صنع التماثيل الشمعية، بالإضافة إلى تغييرات في عادات الزوار بعد جائحة كورونا. في ظل المنافسة من الترفيه الرقمي، يبدو أن متحف مدام توسو للشمع يركز الآن على فروع أخرى في الصين مثل شنغهاي وهونغ كونغ.
التماثيل البارزة في متحف مدام توسو للشمع
كان قسم "نجوم الرياضة" من أبرز ما في متحف مدام توسو للشمع، حيث يضم تماثيل للاعبة التنس لي نا، وأساطير مثل كوبي براينت وديفيد بيكهام. هذه التماثيل المصنوعة بدقة عالية كانت تجذب الزوار لالتقاط صور تذكارية، مما يجعل الزيارة ممتعة ومثيرة. الآن، مع إغلاق المتحف، سيتم نقل معظم هذه التماثيل إلى فروع أخرى، لتبقى متاحة للجمهور في أماكن مختلفة.

تأثير الإغلاق ومستقبل السياحة في بكين
يُتوقع أن يؤثر إغلاق متحف مدام توسو للشمع على السياحة المحلية في بكين، خاصة أنه كان جزءًا من الجولات الترفيهية الشهيرة. ومع ذلك، قد يفتح هذا الباب أمام فرص جديدة، مثل توسيع الفعاليات الرقمية أو افتتاح مواقع ترفيهية أخرى. يرى الخبراء أن هذا الإغلاق جزء من تغييرات أوسع في عالم المتاحف، حيث يتجه التركيز نحو التجارب الافتراضية. رغم الحزن، تبقى ذكريات الزيارات إلى متحف مدام توسو للشمع خالدة لدى الكثيرين، وقد يعود يومًا ما بصورة جديدة.
هذا الإغلاق يذكرنا بأن المدن تتغير دائمًا، وأن الترفيه يتطور مع الزمن. لكن حتى الآن، يبقى متحف مدام توسو للشمع رمزًا للإبداع الذي جمع بين الفن والترفيه في بكين.