قناة «الوثائقية» ترصد ملامح 5 أكتوبر 1973.. الهدوء الذي سبق العاصفة

ضمن سلسلة حلقاتها الوثائقية «حدث في مثل هذا اليوم»، عرضت قناة الوثائقية مشاهد وتحليلات نادرة لأبرز ما دار في يوم 5 أكتوبر 1973، أي قبل 24 ساعة فقط من انطلاق معركة العبور التاريخية للجيش المصري في السادس من أكتوبر.
في صباح ذلك اليوم، بدت مصر كأنها تعيش أجواء دبلوماسية وثقافية ورياضية طبيعية، فيما كانت الحقيقة تحمل تخطيطًا عسكريًا محكمًا لبدء واحدة من أعظم المعارك في تاريخ العرب الحديث، كما سلطت الوثائقية الضوء على التحضيرات السرية للقوات المسلحة.
الجبهة السورية تتصدر العناوين
الصحف المصرية ركزت في تغطيتها على التوترات المتصاعدة على الجبهة السورية الإسرائيلية، ناقلة عن مصادر عسكرية أن العدو الإسرائيلي كان يُعد لهجوم موسّع على سوريا، بينما كانت القوات السورية في حالة تأهب تام للرد، وهو ما أكدت عليه الوثائقية في تحليلها للموقف العسكري.
تصريحات العدو واستعدادات القاهرة
وفي موقف وصفه المراسل العسكري مرسي عطا الله بأنه "خداع متكرر"، نقلت صحيفة الأهرام تصريحات لرئيس الأركان الإسرائيلي دافيد العازار قال فيها إن لإسرائيل "أيادي طويلة تصل إلى أعماق الدول العربية"، وقد علّق عطا الله بأن هذا مجرد استعراض قوة، يخفي وراءه نوايا عدوانية واضحة، مؤكدًا يقظة القوات المسلحة المصرية واستعدادها الكامل لأي طارئ، وهو ما أبرزته أيضًا الوثائقية في تقريرها الخاص.
تحركات دبلوماسية في واشنطن
على صعيد السياسة الخارجية، كان وزير الخارجية المصري محمد حسن الزيات يخوض جولة محادثات ساخنة في واشنطن مع وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر، وسط إصرار مصري على كسر الجمود السياسي، وتعنت إسرائيلي واضح في تجميد كل المبادرات السلمية، وهو ما وثقته قناة الوثائقية ضمن تحليلها للأحداث.
توفيق الحكيم في دائرة التكريم والرياضة تحتفل
ثقافيًا، أعلنت الصحف عن أسبوع كامل لتكريم الأديب الكبير توفيق الحكيم بعرض أبرز مسرحياته في القاهرة وعدة محافظات، أما الصفحات الرياضية فقد انفردت بخبر إقامة سبع مباريات في الدوري الممتاز في يوم واحد، لأول مرة في تاريخ الكرة المصرية.
خلف المشهد.. كانت ساعة الصفر تقترب
رغم هذا المشهد الذي أوحى بالاستقرار، كانت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية تضع في سرية تامة اللمسات الأخيرة على خطة العبور التاريخي، ففي اللحظة التي كان العالم يرى فيها مصر منشغلة بالدبلوماسية والثقافة والرياضة، كانت عقارب الساعة تقترب من الضربة الأولى التي غيرت وجه التاريخ.