وفاة الفنانة البريطانية باتريشيا روتليدج ووكيل أعمالها ينعيها
رحلت عن عالمنا أمس الجمعة الموافق 3 من شهر أكتوبر، النجمة البريطانية القديرة باتريشيا روتليدج، عن عمر ناهز 96 عامًا، بعد مسيرة فنية استثنائية امتدت لعقود طويلة، تركت خلالها إرثًا خالدًا في المسرح والدراما والكوميديا البريطانية والعالمية.
وفاة باتريشيا روتليدج
وفي بيان رسمي أصدره وكيل أعمالها ونقلته مجلة فاريتي، جاء ما يلي: “نشعر بحزن عميق ونحن نعلن وفاة السيدة باتريشيا روتليدج، التي فارقت الحياة بسلام أثناء نومها هذا الصباح، وكانت محاطة بالحب”.
وأضاف البيان: “حتى في عامها السادس والتسعين، لم تفقد شغفها بالفن ولا رغبتها الصادقة في التواصل مع الجمهور. وقد ظلّت أجيال متعاقبة من المشاهدين تكتشف موهبتها من خلال أعمالها التلفزيونية المحبوبة. رحيلها يمثل خسارة كبيرة، وسيُفتقد حضورها بشدة من قبل محبّيها وجمهورها في بريطانيا وسائر أنحاء العالم”.
نشأة باتريشيا روتليدج
وُلدت باتريشيا روتليدج في شمال إنجلترا قرب مدينة ليفربول، وبدأت مسيرتها الفنية على خشبة المسرح في بريطانيا والولايات المتحدة. وقد برزت موهبتها مبكرًا، فحصلت عام 1968 على جائزة توني لأفضل ممثلة في عمل موسيقي عن دورها في المسرحية الشهيرة حبيبة اليوم (Darling of the Day). وبعد نحو عشرين عامًا، وتحديدًا في عام 1988، حصدت جائزة أوليفييه عن أدائها المميز في مسرحية كانديد (Candide).
نجاح مسلسل المحافظة على المظاهر
ورغم نجاحها الكبير على خشبة المسرح، إلا أن شهرتها الأوسع جاءت من خلال الشاشة الصغيرة، حين جسدت شخصية هايسينث باكيت – أو كما كانت تصر على نطق اسمها “بوكيه” – في المسلسل الكوميدي البريطاني الشهير “المحافظة على المظاهر” (Keeping Up Appearances)، الذي عُرض ما بين عامي 1990 و1995.
وعلى الرغم من توقف عرضه بعد خمسة مواسم فقط، فقد حقق المسلسل نجاحًا مدويًا، وأصبح واحدًا من أنجح الأعمال البريطانية وأكثرها انتشارًا على الصعيد العالمي، حيث لاقى شعبية كبيرة في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وعدد من الدول الأوروبية. وفي عام 2016، صُنّف العمل كأكثر البرامج الكوميدية من إنتاج هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) تصديرًا في تاريخها.
جوائز باتريشيا روتليدج
وقد حازت باتريشيا روتليدج بفضل هذا الدور على جائزة الكوميديا البريطانية عام 1991، كما رُشحت مرتين لجوائز بافتا (الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون) في عامي 1992 و1993. وبعد نجاحها الكوميدي الكبير، اتجهت إلى نوع مختلف من الأدوار، حيث قادت بطولة مسلسل الجريمة “تحقيقات هِتي وينثروب” (Hetty Wainthropp Investigates)، الذي عُرض بين عامي 1996 و1998، وجسدت فيه شخصية امرأة متقاعدة تتمتع بقدرة خاصة على حل القضايا الغامضة، ما أضاف بعدًا جديدًا لمسيرتها الفنية.
وبعيدًا عن الأضواء، كرّست روتليدج جزءًا كبيرًا من وقتها للعمل الخيري، وهو ما جعلها تحظى بتقدير رسمي كبير. وفي عام 2017، مُنحت لقب “سيدة” (Dame) من قِبل الملكة إليزابيث الثانية، تقديرًا لمساهماتها البارزة في مجال الفنون والدراما وأعمال الخير.
