عاجل

محلل سياسي: خطة ترامب تفصل القضية الفلسطينية عن شرعيتها وتكرس الاحتلال

البرادعي
البرادعي

علق الدكتور محمد البرادعي، المدير الأسبق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، قائلاً إنها تصب في مصلحة إسرائيل بشكل كامل، وتهدف في نهاية المطاف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتهميش حقوق الشعب الفلسطيني، وأضاف أن الخطة تفتقر إلى العدالة والتوازن، مما يجعل تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة أمرًا بعيد المنال.

البرادعي ينتقد الخطة الأمريكية ويصفها بالخدعة السياسية

وجاء ذلك عبر تغريدة نشرها على صفحته الرسمية بمنصة "إكس"، قائلًا: بجانب ما تضمنته الخطة، أو الخدعة الأمريكية "للسلام"، من بنود عديدة تهدف فقط إلى حماية إسرائيل وتؤدي في النهاية إلى تصفية القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني... لعل الأخطر والأسوأ هو فصل القضية عن شرعيتها الدولية المستمدة من القانون الدولي والأمم المتحدة وقراراتها، وأولها ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 وحق الفلسطينيين في العودة وغيرها الكثير.
وبدلًا من ذلك، يتم ابتكار مسار إسرائيلي/أمريكي استعماري ينزع عن القضية شرعيتها بالتوازي مع استعمال القوة الغاشمة لفرض أمر واقع… القضية ليست فقط غزة أو حماس أو الضفة الغربية (التي لم تتم الإشارة إلى الاستيطان والتهجير فيها من قريب أو بعيد!) أو القدس (التي اعترفت بها أمريكا كجزء من إسرائيل)، وإنما حق شعب بأكمله في الحرية وتقرير المصير وإقامة دولة مستقلة ذات سيادة حقيقية على ما تبقى من أرضه (22٪ من فلسطين التاريخية) بعد 77 عامًا من العنف والخراب والعنصرية... انتبهوا أيها السادة هذه المرة – التي قد تكون الأخيرة – قبل الاندفاع في التأييد والهرولة في الإشادة دون تفكير!".

البيت الأبيض يضع مهلة زمنية لقبول خطة غزة

وقال البيت الأبيض، الخميس، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيضع خطًا أحمر بشأن المدة التي سيمنحها لحركة حماس لقبول الاقتراح المدعوم من إسرائيل لوقف القتال في غزة، دون أن يقول صراحة ما إذا كان سينفذ الموعد النهائي الذي حدده مسبقًا، وفقًا لموقع فوكس نيوز.

كما لمح البيت الأبيض إلى أن ترامب سيحدد مدة جديدة لحماس لقبول اتفاق غزة، دون المزيد من التفاصيل.

متى تعتبر أمريكا أن حماس رفضت اتفاق غزة؟

أعلن ترامب، يوم الثلاثاء، أنه سيمنح حماس مهلة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أيام لقبول الوثيقة المكونة من عشرين بندًا، والتي تدعو الحركة إلى نزع سلاحها، وهو مطلب سبق أن رفضته الحركة.

وأفاد مصدر مقرب من الحركة، يوم الأربعاء، أن حماس تدرس المقترح.

وعندما سُئلت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت على قناة فوكس نيوز عن النقطة التي يمكن عندها اعتبار حماس "انسحبت" من الاقتراح، قالت: "حسنًا، إنه سؤال وجيه جدًا، وهو خط أحمر سيتعين على رئيس الولايات المتحدة تجاوزه، وأنا واثقة من أنه سيفعل ذلك، لكن الرئيس وفريقه عملوا بجدٍّ على هذه الخطة الشاملة والمفصلة، المكونة من عشرين نقطة، والتي لاقت استحسانًا عالميًا".

وأضافت ليفيت: "هذه خطة مقبولة، ونأمل ونتوقع أن تقبل حماس هذه الخطة حتى نتمكن من المضي قدمًا".

تفاصيل خطة ترامب لوقف إطلاق النار

تتضمن الخطة وقفًا فوريًا لإطلاق النار، وتبادل جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس بالسجناء الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل، والانسحاب الإسرائيلي على مراحل من غزة، ونزع سلاح حماس، وتشكيل حكومة انتقالية بقيادة هيئة دولية.

نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عن مصادر مطلعة رفض رئيس الجناح العسكري لحماس في غزة، عز الدين الحداد، للخطة الأمريكية، واصفًا إياها بأنها محاولة مبيتة لإنهاء الحركة، سواء تم قبولها أو رفضها، ومشدّدًا على التمسك بالمقاومة المسلحة.

وتشترط الخطة الأمريكية، التي تضم 20 بندًا رئيسيًا، نزع سلاح حماس واستبعادها من أي دور سياسي مستقبلي في حكم غزة، وهو ما ترفضه قيادة الحركة التي تعتبر ذلك محاولة لإضعافها وفرض تسوية غير عادلة.

وفي الوقت نفسه، أفادت مصادر بأن بعض قيادات حماس المقيمة في قطر أبدت استعدادًا مبدئيًا لمناقشة الخطة مع إدخال تعديلات جوهرية، إلا أن قدرتها على التأثير محدودة بسبب سيطرتها الضعيفة على ملف الرهائن داخل القطاع.

رهائن غزة والضمانات الغائبة

تشير التقديرات إلى احتجاز 48 رهينة في غزة، يُعتقد أن حوالي 20 منهم لا يزالون على قيد الحياة، وتفرض الخطة الأمريكية إطلاق سراح جميع الرهائن خلال 72 ساعة من بدء الهدنة، وهو مطلب تعتبره حماس تنازلاً مبكرًا عن ورقة تفاوضية هامة دون ضمانات كافية.

ترامب: أوقفنا سبع حروب وقد تكون الثامنة قريبة

في سياق آخر، قال ترامب، في مقابلة مع شبكة ون أمريكا اليوم: "لم يفعل أحد ما فعلته، حيث قمنا بحل سبع حروب وقد يصبح العدد ثمانيًا قريبًا"، مشيرًا إلى أن مشكلة الشرق الأوسط قابلة للحل بسهولة بعد 3000 عام من التعقيد، وسنحصل على أكثر من مجرد غزة.

وأشار الرئيس الأمريكي إلى أنه يتوقع تحقيق السلام الشامل والحصول على غزة كجزء من هذا الإنجاز الكبير، مضيفًا: "بعد حل قضية غزة سننتقل إلى موضوع روسيا، وكنت أظن أنه سيكون سهلاً لكنه كان صعبًا".

تم نسخ الرابط