ما حكم الدعاء عند الذبح.. وهل يجوز الصلاة على النبي؟

الأذكار والأدعية التي تُقال عند الذبح – من الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والدعاء بالقبول، وهبة الثواب للنفس أو لغيرها – كلها أمور جائزة شرعًا لا مانع منها، بل يُثاب المسلم عليها وينال بها الأجر إن شاء الله تعالى.
فضل الذبائح والتصدُّق بها
إن الذبائح والتصدق بلحومها من أعظم القُربات، وهي من شعائر الله البارزة التي يتقرب بها العبد إلى ربه، لما فيها من بذل المال في طاعة الله، وشكر نعمه. قال تعالى: ﴿وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [الحج: 36].
وبيّن المفسرون –ومنهم ابن عجيبة– أن كونها من شعائر الله معناه أنها من أعلام دينه، وأضافها الله إلى نفسه تعظيمًا لشأنها، وهي تشمل الإبل والبقر والغنم، وفيها خير الدنيا ومنافعها، وثواب الآخرة وأجرها.
الدعاء عند الذبح
ما يُقال عند الذبح لا يخرج في معظمه عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والدعاء بالقبول والإخلاص وطلب الخير، ثم التسمية والتكبير المشروعة بقول: بسم الله، والله أكبر.
الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند الذبح
الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل الذبح جائزة، بل نص بعض الفقهاء على استحبابها، فهي من المواطن التي يُشرع فيها الإكثار من الصلاة عليه. قال الحافظ ابن حجر: من المواضع التي ورد فيها الأمر بالصلاة على النبي: عقب إجابة المؤذن، وفي الدعاء، وعند التلبية، وبعد الوضوء، وكذلك عند الذبح. وذكر القاضي أبو شجاع في الغاية والتقريب أن المستحب عند الذبح خمسة أمور: التسمية، الصلاة على النبي، استقبال القبلة، التكبير، والدعاء بالقبول.
الدعاء بالقبول عند الذبح
يجوز أن يُقال مع التسمية والتكبير أدعية تتعلق بالقبول ورجاء الإخلاص، كما ورد في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضحى بكبشين وقال عند توجيههما: «إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ… اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ عَنْ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ» رواه أبو داود وغيره. وقد نص النووي وغيره على استحباب قول المضحي: اللهم تقبل مني، اللهم منك وإليك.
إهداء ثواب الذبح للنفس أو لغيره
يجوز للذابح أن يهب ثواب ذبيحته لنفسه أو لغيره من الأحياء أو الأموات، ويصلهم الثواب بإذن الله تعالى، وقد نص الفقهاء من مختلف المذاهب على جواز ذلك.
التسمية عند الذبح
أما التسمية فهي سنة مؤكدة عند الذبح كما هو مذهب الشافعية، ويُستحب أن تُقرن بالتكبير فيُقال: بسم الله، والله أكبر، وهو ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية: ﴿فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ﴾ [الحج: 36].