عاجل

هند الضاوي: التكنولوجيا الإسرائيلية تواجه انهياراً غير مسبوق بسبب الحرب

التكنولوجيا
التكنولوجيا

في ظل حالة الحرب المستمرة التي تعيشها إسرائيل، تتزايد المؤشرات على التدهور الاقتصادي والسياسي الذي يضرب الداخل الإسرائيلي بقوة. الإعلامية هند الضاوي، وخلال تقديمها برنامج حديث القاهرة على شاشة القاهرة والناس، تناولت تأثير هذه الحرب على مختلف القطاعات الحيوية، مؤكدة أن قطاع التكنولوجيا يعد الأكثر تضرراً، إلى جانب أزمات الطاقة والسياسة الداخلية.

 

التكنولوجيا في مهب الريح

أوضحت الضاوي أن إسرائيل التي طالما سعت إلى تسويق نفسها كـ"وادي السيليكون" في الشرق الأوسط، تواجه اليوم هروباً جماعياً للشركات الناشئة التي اتخذت من تل أبيب مقراً لها. فقد أدى تراجع الاستثمارات الأجنبية وتخوف المستثمرين من استمرار الحرب إلى تقويض أحد أعمدة الاقتصاد الإسرائيلي.


وأضافت أن قطاع التكنولوجيا، الذي كان يشكل نحو 15% من الناتج المحلي، أصبح اليوم يعاني من ركود غير مسبوق، بعد أن فقد الثقة كمركز إقليمي للابتكار.

 

تراجع الناتج المحلي وتأثر الطاقة

كما لفتت إلى أن الانعكاسات لم تتوقف عند التكنولوجيا، بل شملت الناتج المحلي الإسرائيلي ككل، حيث انخفضت المؤشرات الاقتصادية في معظم القطاعات. وأشارت إلى أن تراجع الاستثمارات وهروب الكفاءات جعل الاقتصاد الإسرائيلي في أضعف حالاته منذ عقود.


وتابعت الضاوي أن قطاع الطاقة بدوره تلقى ضربات قوية نتيجة استهداف حقول النفط وإغلاق موانئ حيفا وليفياتينا، ما أدى إلى شلل شبه كامل في حركة التصدير، وانخفاض كبير في العائدات التي كانت تعتمد عليها الحكومة الإسرائيلية في دعم ميزانيتها.

 

سياسات نتنياهو والتحالفات المتطرفة

انتقدت الضاوي استمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في سياساته، التي تعتمد على التحالف مع وزراء متطرفين مثل بتسلئيل سموتريتش، مؤكدة أن هذه التوجهات لا تخدم سوى مصالح ضيقة لليهود داخل إسرائيل.
ورأت أن هذه السياسات تزيد من عزلة تل أبيب إقليمياً ودولياً، وتجعلها أكثر عرضة للانقسام الداخلي، خاصة في ظل تصاعد الاحتجاجات ضد الحكومة في الشارع الإسرائيلي.

 

أزمة الثقة وتفاقم التدهور الداخلي

وأوضحت الضاوي أن تدهور الأوضاع الاقتصادية ترافق مع أزمة ثقة عميقة داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث لم تعد السياسات الحكومية قادرة على إقناع المواطنين بجدوى استمرار الحرب. وأكدت أن حالة الانقسام السياسي وانعدام الرؤية المستقبلية تنذر بانفجار داخلي يصعب السيطرة عليه.


وأضافت أن هذه الأزمة انعكست أيضاً على صورة إسرائيل أمام المجتمع الدولي، الذي بات أكثر تشككاً في قدرتها على الاستقرار والاستمرار كقوة اقتصادية مؤثرة.

 

الهلاك مصير تل أبيب إذا استمرت الأوضاع

وحذرت الضاوي من أن استمرار الأوضاع على هذا النحو قد يقود إسرائيل إلى مسار خطير يهدد وجودها، معتبرة أن اقتصاداً متآكلاً وسياسات متطرفة لا يمكن أن يوفرا قاعدة صلبة لاستمرار الدولة.


واستشهدت بتصريحات للرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، الذي قال في ختام ولايته إن إسرائيل لن تستطيع أن تعيل نفسها لفترة طويلة إذا استمرت هذه الأزمات البنيوية دون حلول جذرية.

 

انعكاسات إقليمية ودولية

وترى الضاوي أن تراجع إسرائيل اقتصادياً قد تكون له انعكاسات كبيرة على المنطقة، خاصة أن العديد من الشركات العالمية كانت تتخذ من تل أبيب نقطة انطلاق لعملياتها في الشرق الأوسط. ومع انسحاب هذه الشركات، ستعيد خريطة الاستثمارات التكنولوجية تموضعها نحو دول أخرى أكثر استقراراً.


وأضافت أن المجتمع الدولي بات يراقب بقلق شديد مصير إسرائيل، إذ إن تدهورها الداخلي سيؤثر بالضرورة على توازنات إقليمية حساسة.

 

مستقبل غامض لإسرائيل

في ختام حديثها، شددت هند الضاوي على أن إسرائيل تواجه اليوم اختباراً وجودياً، فبين اقتصاد ينهار، وسياسات متطرفة تعزلها عن العالم، واحتجاجات داخلية تتصاعد، تبدو الصورة أكثر قتامة من أي وقت مضى.


وأكدت أن استمرار الحرب على هذا النحو لن يؤدي إلا إلى تسريع وتيرة التدهور، مشيرة إلى أن مصير تل أبيب قد يكون الهلاك إذا لم تُتخذ قرارات سياسية واقتصادية شجاعة توقف الانهيار قبل فوات الأوان.

 

تم نسخ الرابط