مجدي شاكر: افتتاح المتحف الكبير حدث عالمي غير مسبوق.. وسرقة الأسورة جرس إنذار

قال مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار، إن حادثة سرقة الأسورة الأثرية من معمل الترميم بالمتحف المصري، يعتبر حادث "مؤسف وخطير"، مؤكدًا أن النيابة العامة تباشر التحقيقات لكشف الملابسات، خاصة في ظل وجود قصور إداري واضح في إجراءات التسليم والتسلم.

الأسورة تعود قيمتها إلى أكثر من 3200 سنة

وأوضح مجدي شاكر خلال مداخلة عبر قناة الحدث اليوم، أن الأسورة ليست مجرد ذهب، بل تعود قيمتها إلى أكثر من 3200 سنة، وهي تخص أحد ملوك مصر القديمة، مشددًا على أن هذا الأثر لا يقدر بثمن، مضيفا: "قيمة القطعة في عمرها وتاريخها، لا في وزنها من الذهب فقط".

وانتقد مجدي شاكر غياب كاميرات المراقبة داخل بعض المخازن والمعامل الأثرية، مؤكدًا أن هذا أمر غير مقبول في وقت أصبحت فيه الكاميرات جزءًا من المحلات الصغيرة، فكيف لا توجد في منشآت أثرية بهذا الحجم؟، مشيرا إلى أن هذه الواقعة قد تكون دافعًا لإعادة النظر في منظومة تأمين الآثار بالكامل.

 استخدام التكنولوجيا الحديثة في تأمين المواقع الأثرية

وأردف مجدي شاكر قائلًا: "لابد من استخدام التكنولوجيا الحديثة في تأمين المواقع الأثرية، ونأمل أن يكون لدينا قمر صناعي مخصص لمراقبة هذه المناطق، خاصة أن بعضها يقع في أماكن نائية لا يمكن تغطيتها أمنيًا بوسائل تقليدية".

وكشف مجدي شاكر أن هناك فجوة زمنية غير مفهومة في توثيق تحركات الأسورة ما بين يومي 9 و13 من الشهر الذي وقعت فيه الحادثة، مشيرًا إلى أن بعض القطع الأخرى المرتبطة بالأسورة مثل السلك المعدني الذي كان يربط الحجر، لا تزال مفقودة أيضًا.

وأكد أن التحقيقات لا تزال جارية، ولم يُحسم بعد ما إذا كانت القطعة قد تمت إذابتها (تسييحها) أو تهريبها، مضيفًا: "إذا تم تهريبها، فهناك أمل في استعادتها لأنها مسجلة، لكن إذا تم تسييحها فقد نكون أمام خسارة فادحة".

وتابع: "الذهب كان نقيًا للغاية، والسؤال الآن: في أي إطار تم صهره؟ وهل تم مع ذهب آخر؟"، داعيًا إلى إشراك خبراء في المجوهرات لتتبع المسار المحتمل للمعدن في حال تم إذابته.

التحضيرات لافتتاح المتحف المصري الكبير

أما عن التحضيرات لافتتاح المتحف المصري الكبير، فقد كشف شاكر أنه لم يتبقَ سوى 29 يومًا على الحدث المنتظر، مشيرًا إلى أن المتحف سيُغلق أمام الزيارات ابتداءً من يوم 20 أكتوبر، لتجهيز المعروضات النهائية ونقل بعض القطع الهامة من متحف التحرير.

وأوضح أن حفل الافتتاح سيشهد حضورًا رفيع المستوى، يتضمن 43 رئيس وملك من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب فعاليات فنية وثقافية تمتد لثلاثة أيام في القاهرة وبعض المحافظات السياحية كالأقصر والإسكندرية".

وأعلن أن المتحف سيبدأ في استقبال الزوار من الجمهور يوم 4 نوفمبر، والذي يتزامن مع مرور 103 أعوام على اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، مضيفًا أن المتحف يضم 100 ألف قطعة أثرية، أبرزها أدوات حجرية عمرها 700 ألف عام قبل الميلاد، ومجموعة الملك توت المكونة من 5398 قطعة.