حلقات الذكر الجماعي والصلاة على النبي بصوت مرتفع في المساجد.. هل تجوز؟

أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم إقامة حلقات الذكر الجماعي والصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بصوت مرتفع داخل المساجد، مؤكدة أن هذه المجالس من العبادات المشروعة في الإسلام، سواء داخل المساجد أو خارجها، مع مراعاة النظام واحترام حقوق المصلين.
إقامة حلقات الذكر الجماعي والصلاة على النبي بصوت مرتفع في المساجد
وقالت دار الإفتاء في بيانها إن إقامة مجالس الذكر الجماعي وحلقات الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشروع شرعًا، مستندة إلى نصوص الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح، مثل قوله تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة: 152]
وأكدت الدار أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حرص على الترغيب في حضور هذه المجالس، كما في حديث أنس رضي الله عنه: «إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الجَنَّةِ فَارْتَعُوا»، قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: «حِلَقُ الذِّكْرِ»
كما أوردت دار الإفتاء العديد من الأحاديث التي تبين فضل حضور مجالس الذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مشيرة إلى أن حضور هذه المجالس يضاعف الأجر، ويزيد القرب من الله تعالى، ويكون سببًا لغفران الذنوب.
حكم الجهر بالذكر
وبخصوص الجهر بالذكر، أوضحت دار الإفتاء أن الجهر مشروع عند عدم الإضرار بالآخرين، مستشهدة بقول العلامة السيوطي:
«إذا تأملت الأحاديث عرفت من مجموعها أنه لا كراهة البتة في الجهر بالذكر، بل فيه ما يدل على استحبابه… وفائدته تتعدى إلى السامعين»
وأكدت الدار على أن الجهر بالذكر في المجالس مشروع أيضًا عند مراعاة النظام، والحصول على موافقة إدارة المسجد لتجنب الإزعاج للمصلين والقراء، استنادًا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ»
وأشارت دار الإفتاء إلى أن هذه المجالس ليست بدعة محضة، وإنما أي وصف بالبدعة فيها يعود إلى تضييق ما وسعه الشرع، إذ أن النصوص الشرعية أذنت بالذكر والصلاة على النبي بصيغ متعددة وأحكام واسعة.
واختتمت الدار بيانها بالدعوة إلى الالتزام بأدب المسجد والنظام العام، واستثمار هذه المجالس في تعظيم ذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما يحقق أثرها الروحي والتربوي على المشاركين.