في يومها العالمي.. «القهوة» قصة 200 عام من التحريم
يحتفى اليوم الأربعاء، بـ اليوم العالمي للقهوة، وهي واحدة من المسائل الفقهية التي أخذت حيزًا من الجدل بين التحريم والإباحة، فما هي قصة القهوة وما حكمها الشرعي؟
ما هي قصة تحريم القهوة في مصر؟
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء في حديثه عن قصة دخول القهوة ومعرفتها في مصر: من أمثلة خطورة التلاعب بالمصطلحات، حين ظهر نبات البن ونبات البن ظهر في اليمن واكتشفه رجل يسمى بأبي الحسن الشاذلي من اليمن -وليس هو سيدي أبو الحسن الشاذلي في حميثرة- ، وكان يجلس مرة تحت شجرة البن دون أن يعرفها ووقعت ثمار البن داخل الغلاية الخاصة به شربها فانتبه وقام الليل كله يصلي لله تعالى فأدرك أن البن ينبه ويعين على السهر وأصبح البن شائعًا في العالم كله من اليمن.
وتابع من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: بعد ذلك تطور الإسم الى قهوة وكلمة قهوة في اللغة العربية تعني خمرة والخمرة في لغة العرب لها تسعين اسما من ضمنها قهوة ،وذهب الناس الى المشايخ فسألوهم عن حكم الدين في القهوة فأجابوهم بحرمتها لأن الاسم عندهم يدل على أن هذا خمر، وظل المشايخ على تحريم القهوة سنوات كثيرة إلى أن جاء شيخنا وسيدنا الشيخ زكريا الأنصاري رحمه الله رحمة واسعة -وهو مدفون بجوار الإمام الشافعي رضي الله عنه- وأتى بعشرة طلاب من الأزهر وأعد لهم القهوة وأخذ يباحثهم في مسائل العلم بعد تناولهم فوجد أنهم أكثر انتباها وحضورا فقال (هذه قهوة البن) وقيدها بلفظ البن وقهوة البن حلال.
حلال أم حرام.. ما حكم شرب القهوة والشاي؟
يوضح الدكتور علي جمعة أن الفقهاء توصلوا إلى قاعدة مهمة: "الأصل في الأشياء الإباحة"، فإذا ظهر شيء جديد من مأكول أو مشروب أو ملبوس ولم يكن محرمًا بنص، فالأصل أنه مباح، موضحًا في البداية، بعض العلماء حرّموا القهوة والشاي والدخان لأنهم لم يعرفوا حقيقتها، ثم مع التجربة أدركوا أن بعضها مضر وبعضها غير مضر، فبقي الشاي والقهوة مباحين، بينما ثبت ضرر الدخان فحرّموه لاحقًا.
القهوة قصة 200 عام من التحريم
قال الدكتور على جمعة، إن القهوة فى اللغة العربية اسم من أسماء الخمر، لذلك حرمت 200 عام بمصر، مضيفاً: " لما سألوا المشايخ إيه رأيكوا فى القهوة قالوا حرام لأنها مسكرة".
وروى جمعة، عبر برنامج "والله أعلم" المذاع على فضائية cbc، مع الإعلامى عمرو خليل، "أن أحد علماء الأزهر حبس 10 أشخاص من الفجر حتى الظهر، وأخذ يسقيهم من القهوة ولا يشرب منها خوفاً من أن تكون مُسكرة، فوجدهم فى قمة التركيز وعكس ما يقال عنها، فأصدر فتواه بأنها حلال، وأن الخليفة فى تركياً أصدر قرارا بتحريمها ثم أصدر قرارا بإجازتها ".
لماذا الأول من أكتوبر يومًا عالميًا للقهوة؟
يحتفل العالم كل عام بـ اليوم العالمي للقهوة، الذي أطلقته المنظمة الدولية للقهوة عام 2015 ليكون مناسبة لتكريم هذا المشروب الذي تجاوز كونه مجرد مصدر للطاقة ليصبح رمزًا للتواصل الثقافي والاجتماعي.
يهدف اليوم العالمي للقهوة إلى التعريف برحلة حبوب البن منذ زراعتها وحتى وصولها إلى فنجان القهوة، وتسليط الضوء على ملايين المزارعين حول العالم الذين يعتمدون عليها كمصدر أساسي للرزق، كما يبرز الدور الاقتصادي والتجاري للقهوة، وأثرها في حياة المجتمعات، كما إنه أيضًا فرصة للاحتفاء بتنوع طرق تحضيرها حول العالم، وجعلها لغة مشتركة تجمع الشعوب باختلاف ثقافاتهم.
إذا الأول من أكتوبر أصبح مناسبة مزدوجة لتكريم العمر الطويل المليء بالعطاء، وللاحتفاء بمشروب ارتبط بالذاكرة الجمعية، حيث يلتقي عبق البن بعبق التجارب الإنسانية، في يوم يجمع بين الحكمة والنكهة، وبين رائحة الماضي وأمل المستقبل.
