عاجل

ما الذي يدفع الشارع المغربي إلى التصعيد الآن؟

"جيل زد 212" ينتفض.. ما الذي يدفع الشارع المغربي إلى التصعيد الآن؟(تفاصيل)

مظاهرات المغرب
مظاهرات المغرب

كسر شباب من جيل جديد، يطلقون على أنفسهم اسم "جيل زد 212"، صمت الشارع المغربي وخرجوا في احتجاجات متواصلة لليوم الرابع على التوالي، مطالبين بفرص عمل حقيقية، وتعليم وصحة يليقان بكرامة الإنسان.

تحرك الغضب الشعبي من الرباط إلى الدار البيضاء، ومن تمارة إلى ساحة السراغنة، حيث فرض الجيل الجديد حضوره بقوة، رافعًا صوته ضد التهميش والفساد، ومتمسكًا بحقه في مستقبل يصنعه لا يمنح له.

وقاد أبناء الإنترنت، وأحياء الهامش، والتطبيقات المشفرة هذا الحراك، من خلال تنظيم محكم على تطبيق "ديسكورد"، وهتافاتٍ مستلهمة من المدرجات وشوارع الأمل، في تعبير صريح عن وعيٍ جديد لا يقبل التجميل ولا التأجيل.

لليوم الرابع على التوالي، "جيل زد 212" يشعل الشارع المغربي احتجاجًا على الأوضاع الاجتماعية

يواصل شباب مغاربة ينتمون إلى ما يعرف بحركة "جيل زد 212" احتجاجاتهم لليوم الرابع على التوالي، في مدن عدة أبرزها الرباط، الدار البيضاء، تمارة وأكادير، مطالبين بإصلاحات عميقة في التعليم، الصحة، ومحاربة الفساد، إلى جانب خلق فرص عمل حقيقية.

وهذه الحركة التي انطلقت من منصة "ديسكورد" دون انتماء سياسي، تجمع آلاف الشباب الذين ينسقون احتجاجاتهم رقميًا، ويصفون أنفسهم بأنهم "جيل لا يقبل بالتهميش، ولا بالصمت على الفساد".

شعارات غاضبة واحتجاجات سلمية

واتجه المحتجون في العاصمة الرباط، نحو الأحياء الشعبية مثل منطقة "الشاطو"، في خطوة غير مسبوقة، مما أدى إلى تدخل أمني واسع وتوقيف عدد من الشبان، بينهم قُصّر.

وفي الدار البيضاء، هتف المحتجون في ساحة السراغنة بشعارات قوية مثل:

"الشعب يريد إسقاط الفساد"

"ما بغيتونا نقراو.. ما بغيتونا نخدمو.. باش فينا تبقاو تحكموا"

أما في تمارة، فقد شهدت المدينة توترًا بين قوات الأمن وبعض المتظاهرين، تخللته مشاحنات محدودة.

اعتقالات وموقف السلطات

أعلنت السلطات القضائية في الدار البيضاء توقيف 24 شابًا، 18 منهم يتابَعون بتهم تتعلق بعرقلة السير واستهلاك المخدرات، فيما أحيل 6 قاصرين إلى قاضي الأحداث، وأفرج عن آخرين بغرامات.

وأكدت السلطات أنها تحرص على احترام الحق في التظاهر، ولكن في إطار القانون. في المقابل، دعت حركة "جيل زد" إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين، وطالبت باحترام حق التعبير والاحتجاج السلمي، مشددة على رفضها التام لأي تخريب أو شغب.

الصحافة تحت الضغط

عبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن قلقها إزاء ما وصفته بـ"التعامل المهين" من بعض عناصر الأمن تجاه الصحافيين الذين كانوا يغطون الاحتجاجات، مشيرة إلى رصد حالات تم فيها نزع الكاميرات أو منع الصحافيين من أداء مهامهم.

وأكدت النقابة أنها تعد تقريرًا مفصلاً حول الانتهاكات ضد حرية الصحافة، ودعت إلى احترام عمل الصحافيين في الميدان.

انتقاد الاستثمار الحكومي في الملاعب والتحضيرات لكأس العالم 2030

ورفع المحتجون شعارات تنتقد الاستثمار الحكومي في الملاعب والتحضيرات لكأس العالم 2030، مقابل تدهور البنية التحتية في المستشفيات والمدارس.

"الملاعب موجودة.. لكن فين المستشفيات؟" وهذا الربط بين الواقع اليومي والاختيارات الحكومية اعتبره الشباب دليلاً على اختلال الأولويات، مطالبين بتحقيق العدالة الاجتماعية وإنقاذ القطاعات الحيوية.

صوت الحقوقيين والنقابات

وأكدت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن السلطات لجأت إلى مقاربة أمنية في التعامل مع المتظاهرين، ونددت بحالات المنع والاعتقال قبل حتى بدء بعض الوقفات.

أما الاتحاد المغربي للشغل، فقد طالب الحكومة بضرورة ضمان الحريات العامة واحترام الحق في التظاهر، محذرًا من تفاقم الاحتقان الاجتماعي وداعيًا إلى حوار جاد لتلبية مطالب الشباب.

من هم "جيل زد 212"؟

"جيل زد" هم الشباب المولودون بين عامي 1997 و2012، جيل نشأ في عالم الإنترنت، ويتميز بوعي رقمي وثقافة حقوقية عالية. كما ظهرت حركة "جيل زد 212" بشكل مستقل ومنظم، وتضم آلاف الشباب المغاربة، وتهدف إلى التغيير السلمي دون خلفيات حزبية أو أيديولوجية.

تم نسخ الرابط