باحثة بالشأن الأمريكي: ترامب يتجه نحو عسكرة سياسته

أكدت الدكتورة شيرين النجار، الباحثة في الشأن الأمريكي، أن التساؤلات حول توجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو عسكرة سياسته باتت مطروحة بقوة في ضوء سلسلة من الخطوات والإجراءات الأخيرة التي اتخذتها إدارته.
وأوضحت الدكتورة شيرين النجار في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، أن استخدام القوة العسكرية في مناطق متعددة مثل الكاريبي وإيران واليمن يعكس اعتماد الإدارة بشكل متكرر على الردع العسكري والعمل المباشر لحماية المصالح الأمريكية أو الرد على التهديدات، مشيرة إلى أن هذا النهج ينسجم مع أسلوب ترامب الذي يفضل الحسم السريع عبر القوة العسكرية، بعيداً عن القنوات الدبلوماسية التقليدية.
وأضافت النجار أن سلسلة الإقالات في صفوف القيادات العسكرية، بما في ذلك رئيس أركان الجيش الأمريكي ورئيس وكالة استخبارات الدفاع، تشير إلى مساعٍ لإعادة تشكيل البنتاجون وفق رؤية ترامب ووزير دفاعه.
واعتبرت أن هذه الإجراءات تثير جدلاً واسعاً بين من يرونها محاولة "لتسييس" الجيش وخلق ثقافة الخوف، وبين من يبررونها على أنها إصلاح ضروري لمكافحة الفشل الإداري وتحسين الكفاءة داخل المؤسسة العسكرية.
اجتماع البنتاجون
وفيما يتعلق بـ الاجتماع الذي عقده ترامب مع وزير "حربه" وكبار الضباط، أشارت النجار إلى أنه جاء في سياق التوترات الدولية المتصاعدة، سواء الحرب في غزة أو التوتر مع إيران وروسيا والصين، فضلاً عن الأزمة الداخلية المرتبطة بالإغلاق الحكومي المحتمل.
ولفتت إلى أن الاجتماع قد يهدف إما إلى تعزيز الولاء والسيطرة على القيادة العسكرية العليا، أو لوضع خطط استراتيجية جديدة تتعلق بالاستعدادات العسكرية والمعايير التي تروج لها الإدارة الحالية.
وختمت الدكتورة شيرين النجار بالقول إن هذه المؤشرات مجتمعة تكشف عن تركيز واضح من إدارة ترامب على تعزيز السلطة التنفيذية المباشرة وتوجيه المؤسسة العسكرية بما يتماشى مع رؤيته، معتبرة أن النقاش الدائر حالياً ينحصر بين من يرى في ذلك إصلاحاً ضرورياً للمؤسسة العسكرية، ومن يحذر من أنه يمثل خطوة خطيرة نحو تسييسها وتآكل استقلاليتها، بما قد يؤدي إلى عسكرة السياسة الخارجية الأمريكية على حساب الدبلوماسية والاستخبارات.