هل تُقدم الزكاة على سداد الدين؟.. الأزهر يوضح الحكم الشرعي

أجابت هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، على سؤال شائع بين الناس، وهو: هل يُفضل إخراج الزكاة أولًا أم سداد الدين إذا تعارض الأمران؟، حيث أشارت إلى أن الأصل أن يتم سداد الدين في موعده إذا حل أجله، موضحة أنه "في حالة عدم حلول موعد سداد الدين، وكان بالإمكان تأجيله، فيُفضل حينها إخراج الزكاة من المال المتوفر".
حقوق العباد في الشريعة الإسلامية لها شأن عظيم
وأوضحت خلال لقائها عبر برنامج حواء، والمذاع عبر قناة الناس أن حقوق العباد في الشريعة الإسلامية لها شأن عظيم، مضيفة: "صاحب الدين قد لا يسامح بسهولة في حقه، على عكس رب العالمين سبحانه وتعالى الذي يتجاوز ويغفر"، ما يجعل سداد الدين في موعده ضرورة شرعية.
وأشارت إلى أنه إذا جاء وقت إخراج الزكاة، وكان المال المتبقي بعد سداد الدين لا يبلغ النصاب الشرعي، فلا زكاة عليه، أما إذا ظل المال بعد سداد الدين يبلغ النصاب، فيجب إخراج الزكاة بنسبة 2.5%.
ونوهت إلى أن من شروط وجوب الزكاة أن يكون المال فاضلًا عن الحاجات الأصلية، مثل المأكل، والمشرب، والملبس، والدواء، خاصة إذا كان العلاج عاجلًا ولا يمكن تأجيله، مشددة على أن هذه الحاجات تُستثنى من المال الواجب الزكاة فيه.
الزكاة واجبة على كل شخص إذا توفرت الشروط الشرعية
وأكدت أن الزكاة واجبة على كل شخص – رجلًا كان أو امرأة – إذا توفرت الشروط الشرعية، وهي: بلوغ المال النصاب، ومرور عام هجري كامل عليه، مع كونه فائضًا عن الحاجات الضرورية.
وأضافت أن "الزكاة لا تختص بجنس دون آخر"، مشيرة إلى أن المال الذي تنطبق عليه الشروط تجب فيه الزكاة سواء كان مملوكًا لرجل أو امرأة، بل وحتى مال الصبي، بدليل قول النبي ﷺ: «اتجروا في مال اليتيم حتى لا تأكله الصدقة».
وتابعت موضحة أن "الاختلاف يظهر فقط في زكاة الفطر، حيث تخرج عن المرأة من قِبل من تلزمه نفقتها، كالأب أو الزوج، بخلاف الرجل الذي يكون مسؤولًا عن إخراجها عن نفسه ومن يعول".