طارق الشناوي: الرقص الشرقي جزء من ثقافتنا منذ الفراعنة

أثارت الراقصة والفنانة دينا حالة من الجدل الواسع في الأوساط الفنية والجماهيرية، بعد إعلانها افتتاح مدرسة خاصة لتعليم الرقص الشرقي الخطوة لاقت ردود أفعال متباينة، حيث انقسم الجمهور بين مؤيد يرى في الأمر دعماً للفن وتطويراً له، ومعارض اعتبرها خطوة صادمة ومرفوضة من منظور اجتماعي وأخلاقي ،
هذا الانقسام انعكس بوضوح على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تعالت الأصوات الرافضة، في مقابل من رأى أن الرقص الشرقي جزء أصيل من الهوية الثقافية المصرية.
في هذا السياق، علّق الناقد الفني الكبير طارق الشناوي على الجدل المثار، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "الستات" الذي تقدمه الإعلاميتان سهير جودة ومفيدة شيحة عبر شاشة قناة النهار.
وقال الشناوي: "لو كان من افتتح هذه الأكاديمية مطرب لتعليم الغناء أو ملحن لتعليم العزف لواجه الهجوم ذاته. المشكلة أن هناك نظرة رجعية وعنيفة تجاه الفن عموماً، والرقص الشرقي تحديداً يتعرض لأعلى درجات النقد."
الرقص جزء من الثقافة المصرية
واستكمل الناقد الفني حديثه مؤكداً أن الرقص الشرقي ليس فناً طارئاً، بل هو جزء راسخ من الثقافة المصرية القديمة ،وأضاف: "الرقص موجود على جدران المعابد منذ عصور الفراعنة، وهو ميراث ثقافي أصيل ورثناه عن أجدادنا. النظرة العدائية لهذا الفن ليست سوى انعكاس لموقف ضد الإبداع بشكل عام."
ليست دينا وحدها
وأشار الشناوي إلى أن الهجوم الذي طال الفنانة دينا لم يكن موجهاً لها بشكل شخصي، بل لأنها الأبرز والأشهر على الساحة ، وأوضح: "هناك أكثر من 100 مدرسة للرقص الشرقي في مصر، لكن افتتاح دينا لمدرستها حظي بضجة أكبر لأنها نجمة لها جماهيرية واسعة."
الهجوم المتوقع والنظرة المجتمعية
كما اعتبر الشناوي أن هذه الانتقادات متوقعة، قائلاً: "لا يمكن القول إن كل المجتمع المصري يحمل هذه النظرة الرجعية، ولكن الصوت الأعلى هو لمن يعبرون عن رفضهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. هذه الظاهرة قديمة منذ بداية السينما، فالفن عموماً يواجه الهجوم أولاً ثم يُعترف بقيمته لاحقاً."
وختم الشناوي بالتأكيد على أن الرقص فن راقٍ، وأن الهجوم عليه لا ينتقص من مكانته كجزء مهم من الثقافة الفنية المصرية.