البطاطا الحلوة تتفوق على البطاطس.. تعزز المناعة وتحمي القلب

مع حلول فصل الخريف، تتصدر البطاطا الحلوة قائمة الأطعمة الموسمية التي يزداد الإقبال عليها، ليس فقط لطعمها اللذيذ، بل لقيمتها الغذائية العالية التي تجعلها خيارًا صحيًا بامتياز.

وبحسب خبراء التغذية، فإن البطاطا الحلوة تتفوق على البطاطس العادية، بل وحتى على بعض الفواكه مثل الموز، في محتواها من العناصر المفيدة، خاصة البوتاسيوم والألياف ومضادات الأكسدة.

درع طبيعي للقلب

أفادت صحيفة Independent البريطانية أن البطاطا الحلوة تحتوي على نحو 4 غرامات من الألياف في الحبة الواحدة، ما يساهم في خفض مستويات الكوليسترول الضار، أحد أبرز مسببات انسداد الشرايين والنوبات القلبية. 

وأوضحت أخصائية التغذية سامانثا سناشال أن هذه الألياف تعمل كحاجز وقائي للقلب، من خلال تحسين نسب الدهون في الدم وتعزيز صحة الأوعية الدموية.

توازن السكر والألياف

ورغم احتواء البطاطا الحلوة على 9 غرامات من السكر، فإن وجود الألياف يبطئ امتصاصه في الجسم، مما يقلل من تأثيره على مستويات السكر في الدم. 

ووفقًا لما نقلته صحيفة New York Times عن جودي سيمون، أخصائية التغذية السريرية في جامعة واشنطن، فإن هذا التوازن يحمي الجسم من الارتفاع المفاجئ في السكر، ويقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والكلى والأعصاب.

مقارنة غذائية مع البطاطا العادية

تشترك البطاطا الحلوة والعادية في احتوائهما على الكربوهيدرات والفيتامينات مثل C وB6، لكن البطاطا الحلوة تتميز بتركيز أعلى من البوتاسيوم، حيث تحتوي الحبة المتوسطة على نحو 350 ملليغرامًا، أي أكثر من الموز. ويساعد هذا المعدن على تنظيم ضغط الدم وموازنة الصوديوم، مما يخفف العبء على القلب ويقلل من الإجهاد.

مضادات الأكسدة وفيتامين A

اللون البرتقالي المميز للبطاطا الحلوة يعود إلى غناها بمركب "بيتا كاروتين"، الذي يتحول في الجسم إلى فيتامين A، الضروري لصحة العين ونمو الخلايا. 

وأشارت أخصائية التغذية بيث تشيروني إلى أن هذا المحتوى يجعل البطاطا الحلوة خيارًا مثاليًا لمن يسعون لتعزيز المناعة ومكافحة علامات الشيخوخة المبكرة.

الطهي الأمثل للحفاظ على الفوائد

طريقة تحضير البطاطا الحلوة تلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على قيمتها الغذائية. فقد حذّر الدكتور مايكل جريجر، عضو الكلية الأميركية لطب نمط الحياة، من أن خبز البطاطا قد يقلل من مضادات الأكسدة فيها.

بينما يرى الدكتور ماثيو ألان أن السلق هو الطريقة الأفضل، إذ يحافظ على معظم العناصر المفيدة مقارنة بالتحميص أو الطهي بالبخار.

في ضوء هذه المعطيات، تبرز البطاطا الحلوة كوجبة موسمية متكاملة، تجمع بين الطعم والفائدة، وتدعم الصحة العامة في موسم تتزايد فيه الحاجة إلى تقوية المناعة ومواجهة تقلبات الطقس.